في مشهد غاب نحو 20 عاما، عادت عاصفة "أليكسا" القطبية لتضرب بكامل قوتها شمال وجنوب منطقة تبوك أول من أمس، خاصة المرتفعات الجبلية في "الظهر، وعلقان، واللوز" شمال تبوك، إضافة إلى أجزاء من "رحيب، والطفحة، والبديعة" جنوباً، لليوم الثالث على التوالي. فيما انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي، حيث بلغت في مرتفعات علقان واللوز حوالي 6 درجات تحت الصفر. واستنفرت بعض الجهات الحكومية جهودها للتعامل مع تلك الظروف المناخية القاسية التي تشهدها المنطقة جراء تساقط الثلوج، فيما قرر أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان، تخصيص طائرة تابعة للقوات المسلحة، أمس، لإنقاذ 4 أسر علقت بجبال اللوز جراء الثلوج، كما بدأت لجان خاصة بتوزيع مواد غذائية وأغطية على المواطنين المستحقين على نفقته، كذلك صدرت تعليماته إلى الدفاع المدني والجهات المسؤولة بالتعامل مع هذه الظروف المناخية وفق الخطة المعدة مسبقا لذلك. ورصدت "الوطن" تمركز عدد من الفرق الإسعافية التابعة للهلال الأحمر في الزيتة والشرف ومفرق جبل اللوز، وسط إشادة كثير من المتنزهين بجهود هيئة الهلال الأحمر بتبوك، على وجودهم المكثف على الطرقات السريعة وأماكن تساقط الثلوج. فيما أوضح الناطق لهيئة الهلال الأحمر بتبوك حسام الصالح أمس، أن جميع المراكز الإسعافية متأهبة على مدار ال24 ساعة، عبر مركز العمليات 997 الذي يقوم باستقبال البلاغات للمرضى والمصابين، وقال إنه في حال كان هناك أي طارئ يتم تفعيل نظام الاستدعاء بالعمليات للفرق الإسعافية، مشيراً إلى أنه تم تدعيم المراكز المؤدية لجبل اللوز على امتداد الخط ب 4 فرق إسعافيه، وكذلك تدعيم الفرق بمركبة الخدمات المساندة "التموين الطبي"، التي تحمل بداخلها عددا من المحاليل والمستلزمات الطبية تحسبا لأي طارئ. كما تفقدت "الوطن" منطقة علقان أول من أمس، ورصدت آراء عدد من الأهالي والمتنزهين في تلك المناطق، حيث ذكر المواطن أبو ريان الجهني، أن هذه العاصفة تعد أقوى عاصفة ثلجية خلال ال20 سنة الماضية، إذ إن آخر عاصفة شاهدها بهذا الشكل كانت في عام 1415، داعيا كافة القطاعات الحكومية للتعامل مع النتائج اللاحقة لهذه العاصفة بشكل جدي، ومساندة سكان البادية الذين سيعانون خلال الأيام القادمة من انخفاض درجات الحرارة. وأبدى المواطن ظافر الشهراني، تذمره من تأخر العمل في طريق تبوك – حقل المؤدي لمناطق الثلج، الأمر الذي عده عقبة كبيرة في طريق السياحة الشتوية بمنطقة تبوك، محملاً وزارة النقل وهيئة السياحة "السلبية" في هذا الشأن. ولفت المقيم أبو سارة المعاني، إلى أن التلفزيون السعودي لم يواكب الحدث بإعداد تقارير تلفزيونية مصورة، حتى يطلع الناس على جمالية المشهد، وأردف "بلادكم تحوي أماكن سياحية رائعة، ويجب عليكم استغلالها". أما الشاب أحمد العبدالكريم، فطالب شركات الاتصالات المتنقلة بتوفير خدمات الجوال بالمنطقة، إذ إنه لا توجد أي شبكة اتصالات، مما يعيق التواصل مع الآخرين حال الطوارئ، إضافة إلى عدم مواكبة الحدث من خلال نشر صور الثلوج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يسهم في التعريف السياحي بتلك المواقع، وزاد بالقول "لجأنا في ظل هذا الواقع، إلى شراء أجهزة "kenwood" اللاسلكية، للتواصل مع الموجودين هنا، في حالة الضرورة".