أكد مسؤول يمني ل «الحياة» أن قتلى الضربة الجوية التي استهدفت أول من أمس منطقة قبلية، قرب مدينة رداع في محافظة البيضاء (جنوبصنعاء)، جميعهم من عناصر تنظيم «القاعدة»، في وقت تشهد مدن البلاد استنفاراً أمنياً خشية هجمات جديدة للتنظيم على غرار الهجوم الأخير على مجمع وزارة الدفاع. وفيما تواصلت أمس المعارك الطائفية المستمرة منذ أكثر من ستة أسابيع بين السلفيين والحوثيين في شمال البلاد، تجددت الهجمات القبلية على خطوط الطاقة الرئيسية القادمة من مأرب (شرق صنعاء)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة ومدن أخرى، وذلك بعد أيام من هجومين متتاليين على أنبوب رئيسي لتصدير النفط المستخرج من حقول مأرب نفسها. وقال مسؤول في اللجنة الأمنية اليمنية العليا ل «الحياة» إن قتلى الضربة الجوية التي استهدفت مديرية ولد ربيع في محافظة البيضاء أول من أمس جميعهم من مسلحي «القاعدة»، نافياً أن يكونوا من المدنيين على ما تناقلته وسائل الإعلام، وقال إن المسلحين كانوا على متن سيارة انخرطت في موكب زفاف قبل أن يتم قصفها، مؤكداً مقتل 11 من المسلحين وإصابة آخرين. وكانت طائرة من دون طيار يرجح أنها أميركية نفذت الغارة. وقال السكان المحليون إنها استهدفت موكب زفاف، ما ادى إلى مقتل وجرح 17 شخصاً من المدنيين، الأمر الذي أثار ردود سخط شعبي وجدد المطالب بوقف هذه الغارات التي تشنها واشنطن بالتنسيق مع السلطات في صنعاء. وتشهد مدن اليمن استنفاراً أمنياً وإجراءات تفتيش دقيقة وتشديداً للحماية على مقار البعثات الديبلوماسية والمنشآت الحيوية تحسباً لهجمات جديدة يشنها التنظيم على غرار هجوم الخامس من هذا الشهر على مجمع وزارة الدفاع في صنعاء والذي سقط فيه نحو 300 قتيل وجريح. وأمرت وزارة الداخلية شرطة العاصمة صنعاء وإدارات الشرطة في مختلف المحافظات بإغلاق محلات بيع المستلزمات العسكرية وخياطة الملابس العسكرية، نظراً الى سهولة حصول «العناصر الإرهابية» عليها من تلك الأماكن واستخدامها أثناء تنفيذ الهجمات. من جهة أخرى، تواصلت المعارك بين الحوثيين والسلفيين على جبهات دماج وكتاف وحاشد وحرض، شمال البلاد، وسط أنباء عن مقتل وجرح العشرات خلال اليومين الأخيرين. وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي طلب أول من أمس من لجنة الوساطة الحكومية بالعودة مجدداً إلى صعدة حيث معقل الحوثيين لمواصلة الجهود مع طرفي النزاع لوقف القتال، بعدما كانت اللجنة أطلعته على تقرير يتضمن الأسباب التي حالت دون تنفيذ اتفاق كانت عقدته مع الجانبين لوقف إطلاق النار. وأفادت مصادر قبلية أن المئات من أنصار الفريقين يتوافدون يومياً إلى جبهات القتال. ويقول السلفيون إنهم يسعون لإجبار الحوثيين على فك الحصار عن بلدة دماج التي تقطنها جماعة سلفية وتضم معهداً لتدريس العلوم الشرعية يرتاده مئات من الطلبة اليمنيين والأجانب، فيما يقول الحوثيون إنهم يخوضون القتال مع عناصر أجنبية تكفيرية في دماج. وتوسعت هذه المعارك بعد اندلاعها إلى مناطق كتاف وحرض وحاشد المحيطة بمحافظة صعدة من ثلاث جهات، واكتفت الدولة بمحاولة الوساطة وأبقت الجيش على الحياد، في ظل مخاوف من تمدد هذه المعارك الطائفية إلى مناطق أخرى، ما قد يقود إلى إفشال العملية الانتقالية وعرقلة الحوار الوطني الذي يشارف على نهايته في الأيام المقبلة.