نظمت جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها في «تحالف دعم الشرعية» أمس مسيرات في القاهرة ومحافظات عدة تحت شعار «نساء مصر خط أحمر»، للتنديد باعتداءات قالوا إنها طاولت النساء خلال تظاهرات مؤيدة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وشهدت المسيرات التي رفعت خلالها بكثافة لافتات وشعارات رافضة لمحاكمة مرسي مواجهات مع الأهالي والشرطة كان أعنفها في الإسكندرية. وخرجت مسيرات من عشرات المساجد في القاهرة أشهرها العزيز بالله في الزيتون والسلام والإيمان في مدينة نصر والاستقامة في الجيزة» وخاتم المرسلين في العمرانية. ووقعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه في أحياء مدينة نصر والزيتون والعمرانية استخدمت فيها الحجارة، فيما تدخلت الشرطة في حي سيدي بشر في الإسكندرية لفض اشتباكات بين الجانبين. ووقعت الاشتباكات غالباً بسبب ترديد أنصار مرسي هتافات ضد الجيش والشرطة، فيما رفع أهالي معارضون ل «الإخوان» صوراً لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ما سبب احتكاكات بين الطرفين تطورت إلى مصادمات. وأغلقت قوات الجيش والشرطة ميادين النهضة في الجيزة ورابعة العدوية في حي مدينة نصر والتحرير في قلب القاهرة ومصطفى محمود في المهندسين، وطوقت ميدان سفنكس في المهندسين، ومحيطي قصر الاتحادية الرئاسي في مصر الجديدة ووزارة الدفاع في كوبري القبة، وسمحت بحركة المرور فيها وسط استنفار أمني لمنع اقتراب «الإخوان» منها. وتظاهر مئات من أنصار «الإخوان» أمام قصر القبة الرئاسي الذي طوق بالأسلاك الشائكة، وأطلق المتظاهرون ألعاباً نارية في الهواء. وكتبوا عبارات ضد الجيش على أسواره. ووقعت اشتباكات بين الأهالي و «الإخوان» في حي الزيتون أمام كنيسة بعدما كتب المتظاهرون المؤيدون لمرسي على أسوارها «مصر إسلامية رغم أنف العلمانية والكنيسة» وعبارات مناهضة للكنيسة والسيسي. ووقعت اشتباكات في شارع عباس العقاد التجاري في مدينة نصر بعدما أغلقه عشرات المتظاهرين. وفرّق أهالي حي العمرانية مسيرة لأنصار مرسي بعدما رشقوا المشاركين فيها بالحجارة. ووقعت اشتباكات بين الطرفين في مدينتي حلوان والبدرشين قرب القاهرة. وتجمع مئات من أنصار «الإخوان» قرب قصر الاتحادية من دون السعي إلى تجاوز الحواجز التي اصطفت خلفها قوات الجيش والحرس الجمهوري. كما تظاهر مئات قرب مقر المحكمة الدستورية العليا في حي المعادي للتعبير عن رفض محاكمة مرسي. وشهد حي سيدي بشر في الإسكندرية أعنف الاشتباكات إذ نظم «الإخوان» فيه مسيرة منددة بمحاكمة مرسي وللتنديد بتوقيف فتيات شاركن في تظاهرة مؤيدة له، فتطورت المناوشات بين الأهالي و «الإخوان» إلى تراشق بالحجارة ثم تبادل إلقاء زجاجات حارقة. وتدخلت قوات الشرطة للفصل بين الطرفين، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، وطاردت «الإخوان» في الشوارع الجانبية وأوقفت عدداً منهم. وتظاهر عشرات من أنصار مرسي أمام منزل رئيس نادي قضاة محافظة الدقهلية عضو دائرة محاكمة مرسي حسين قنديل. وكتبوا عبارات مسيئة للقضاء على حوائط بناية يقيم فيها في مدينة المنصورة. ودفعت مديرية أمن الدقهلية بقوة من الشرطة لتأمين محيط المنزل ومنع «الإخوان» من الحشد أمامه. وكان موقع حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، نقل عن الابن الأكبر للرئيس المعزول أسامة مرسي الذي التقى والده في زيارة أول من أمس في مستشفى سجن برج العرب، قوله ان مرسي «معتقل في ظروف عادية ويرفض أي مميزات عن بقية المعتقلين». وأضاف أن «الرئيس يوجه رسالة إلى الشعب المصري بأن التمسك بمبادئ الثورة ومكتسباتها هو السبيل الوحيد لتملك الشعب إرادته». وقالت نجلاء علي زوجة مرسي لوكالة «اسوشييتدبرس» إن زوجها «متماسك في سجنه»، لافتة إلى أن الزيارة «تمت تحت رقابة من الشرطة ولم يفارقنا الأمن طوال الزيارة التي استغرقت ساعة واحدة». وأضافت: «الحمد لله، لقد شعرت وكأنني رأيته قبل الزيارة بيوم»، في إشارة إلى أن صحته جيدة ولم يتأثر بما حدث في الأشهر الماضية. إلى ذلك، أمر النائب العام المستشار هشام بركات بإحالة 40 من أنصار مرسي على المحاكمة الجنائية بتهمة «التجمهر وإشعال النيران والتعدي على قوات الأمن قرب النصب التذكاري في مدينة نصر» الشهر الماضي. وأسندت النيابة إلى المتهمين «ارتكاب جرائم التجمهر وعرض القوة والإتلاف العمدي للمباني والأملاك والمنشآت العامة المعدة للنفع العام». وكان مئات من طلاب جامعة الأزهر نظموا تظاهرات في شارع النصر تحولت إلى اشتباكات مع الشرطة، جرح فيها العشرات. من جهة أخرى، قالت وزارة الداخلية إن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط عدد كبير من الأسلحة خلال حملات في محافظات عدة. وأعلنت في بيان «استهداف 16 بؤرة إجرامية في محافظات الدقهلية والشرقية والإسماعيلية وشمال سيناء، وتم ضبط 9 صواريخ من بينها صاروخ غراد، وقذيفة آر بي جي، وثلاث دانات آر بي جي، وعدد من القنابل اليدوية والأسلحة النارية وحزام ناسف». وأشارت إلى أن «مواطناً من سيناء سلّم الأجهزة الأمنية طواعية 3 صواريخ سام 7 مضادة للطائرات حديثة الصنع». وواصلت قوات الجيش عملياتها الأمنية في سيناء وتمكنت من هدم 8 أنفاق لتهريب الوقود إلى قطاع غزة.