أعلنت القاهرة أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيزورها غداً لبضع ساعات للقاء عدد من المسؤولين المصريين، رغم أن جدول جولة كيري في المنطقة الذي أعلنته واشنطن خلا من محطة مصرية، فيما شهدت مسيرات نظمتها جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها أمس تحت شعار «محاكمة الإرادة الشعبية»، اشتباكات وسقوط جرحى وتوقيف العشرات. وزيارة كيري هي الأولى لوزير أميركي منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي الذي ستبدأ محاكمته بعد غد. وأُفيد بأن كيري طلب ترتيب لقاءات مع الرئيس الموقت عدلي منصور ورئيس الوزراء حازم الببلاوي ونائبه وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، إضافة إلى نظيره المصري نبيل فهمي الذي قال إن وزارته «تلقت اتصالاً من واشنطن الأربعاء الماضي يفيد برغبة كيري في زيارة مصر». ويُتوقع أن يتصدر نقاشات كيري مع المسؤولين المصريين، لاسيما وزير الدفاع، تعليق واشنطن المساعدات العسكرية للقاهرة موقتاً والبحث في الأزمة السياسية والجدول الزمني لخريطة الطريق. وسيغادر كيري مصر قبل ساعات من بدء محاكمة مرسي وعدد من قيادات «الإخوان» بتهمة التحريض على قتل متظاهرين في الاشتباكات التي جرت مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي في محيط قصر الاتحادية الرئاسي، وسقط فيها قتلى ومصابون. ونظم آلاف من أنصار مرسي مسيرات في القاهرة ومحافظات عدة أمس خرجت من عشرات المساجد، وشهدت اشتباكات مع الأهالي والشرطة معظمها بسبب ترديد أنصار مرسي هتافات ضد الجيش أو رفع أهالي صوراً للسيسي. وشهدت الإسكندرية أعنف الاشتباكات، خصوصاً في حي سيدي بشر شرق المدينة الذي نظم «الإخوان» فيه مسيرة منددة بالقبض على فتيات شاركن أول من أمس في تظاهرة مؤيدة لمرسي. وتطورت الاحتكاكات بين الأهالي و»الإخوان» إلى تراشق بالحجارة ثم تبادل لإلقاء الزجاجات الحارقة. وتدخلت قوات الشرطة للفصل بين الطرفين، وأطلقت قنابل الغاز وطاردت «الإخوان» في الشوارع الجانبية وأوقفت عدداً منهم. كما وقعت اشتباكات في حي الهانوفيل غرب المدينة استدعت أيضاً تدخل الشرطة التي فضتها بقنابل الغاز. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمني أن سبعة جُرحوا في الاشتباكات، وان قوات الجيش والشرطة قبضت على 13 إسلامياً. ووقعت اشتباكات بين أهالي و «الإخوان» في قرى ومدن عدة في محافظة الشرقية في الدلتا، مسقط رأس مرسي. كما وقعت مواجهات بين الشرطة و «الإخوان» في مدينة السويس. وأغلقت قوات الجيش والشرطة ميادين النهضة في الجيزة ورابعة العدوية في حي مدينة نصر والتحرير في قلب القاهرة ومصطفى محمود وسفنكس في المهندسين ومحيطي قصر الاتحادية الرئاسي ووزارة الدفاع في شرق القاهرة، لمنع اقتراب متظاهري «الإخوان». وتجمع مئات من أنصار «الإخوان» قرب قصر الاتحادية من دون السعي إلى تجاوز الحواجز التي اصطفت خلفها قوات الجيش والحرس الجمهوري. كما تجمع مئات أمام مقر الاستخبارات الحربية في حي مدينة نصر ورددوا هتافات مؤيدة لمرسي. وتظاهر مئات من أنصار «الإخوان» أمام قصر القبة الرئاسي الذي طُوّق بالأسلاك الشائكة. وأطلق المتظاهرون ألعاباً نارية في الهواء. ووقعت اشتباكات بين الأهالي و «الإخوان» في حي الزيتون أمام كنيسة مريم العذراء في شارع طومان باي. وكتب المتظاهرون المؤيدون لمرسي عبارات ضد الكنيسة والجيش والسيسي على أسوار الكنيسة. ووقعت اشتباكات مماثلة في حي جسر السويس حيث فرق الأهالي مسيرة، وفي حي مصر القديمة بسبب رفض الأهالي كتابة عبارات ضد الجيش وقائده على حوائط منازلهم. كما وقعت اشتباكات بين الأهالي والمتظاهرين في شارع مصطفى النحاس في حي مدينة نصر.