قال رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك إنه «من المهم أن تستمر الحوارات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون، فمهما اختلفنا في وجهات النظر هناك الكثير من الأمور تم حلها في اللقاءات الكثيرة التي عقدت». وشدد في لقاء مع عدد من الصحافيين العرب التقاهم بعد الجلسة الختامية لقمة الكويت الخليجية على أن الاختلاف «شيء طبيعي، على ألا يتعداه إلى ما هو أكثر. ونحن حريصون جميعاً على وحدة الصف وعلى ألا تؤثر آراؤنا المتعددة في علاقاتنا مع بعضنا وفي شعوبنا». وعما يحكى من تباينات حول الموقف من إيران ودور الوساطة التي قامت بها عُمان بينها ودول غربية، أجاب بأن بيان القمة «واضح». وأضاف: «الجمهورية الإسلامية دولة جارة نتمنى أن تكون العلاقات معها جيدة، وبالنسبة إلى الكويت ليست هناك خلافات كثيرة معها، لكن نحن ننتمي إلى مجلس التعاون ولا نأخذ جانب دولة. نحن مع الجميع (في مجلس التعاون) في هذا الموضوع»، غير أن الشيخ جابر تجنب الحديث حول ما دار في شأن موقف عُمان. وأوضح رداً على سؤال حول تقديراته عن توقيت التوصل إلى اتفاق على اقتراح الاتحاد بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون: «نحن نتعلم من الخطوات التي نتخذها لحرصنا على نجاحها. هذه خطوة مهمة جداً ويجب ألا نتسرع فيها إلا بعد دراسة». وتمنى رئيس الوزراء الكويتي أن تتخذ خطوة إضافية في هذا الشأن العام المقبل «والفكرة تحت الدراسة من لجنة وزارية ثلاثية تعد جدول الأعمال للقادة». وعن وجود ملفات عالقة بين الكويت والعراق، ذكر أن «لا ملفات عالقة بين الكويت والعراق، وكلها جرى التوافق عليها، ولدى المسؤولين في الكويت حماس لحل كل المسائل». وحول الدور الكويتي في حل المشكلات التي يعاني منها العالم العربي، أوضح: «إننا نأمل بالأمن والأمان في كل الدول العربية، لكن نحن لا نستطيع أن نفرض أنفسنا على الآخرين». وبخصوص حكم المحكمة الدستورية في الكويت في 23 الجاري حول الطعن في قانون الانتخاب، قال: «نحن نعتز بديموقراطيتنا وممارستنا لها. نحن ننتظر حكم المحكمة والقضاة يدركون مصلحة الكويت، ومتى ما توصلوا إلى قناعة سيصدرون الحكم ونحن نرحب بقرارها ونحترم حكم المحكمة». ولفت إلى أن دور الكويت في الأزمة السورية دور إنساني «فمؤتمر المانحين للمساعدة على تحمل أعباء النازحين السوريين عقد في الكويت، وهناك مؤتمر ثانٍ سيعقد في كانون الثاني (يناير) في الكويت. والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجد أن الكويت مكان مناسب لعقد المؤتمر فيها، والمبالغ التي جمعت كانت 1.4 بليون دولار، ونأمل أن يتم جمع مبلغ 5 بلايين دولار في المؤتمر المقبل». واعتبر الشيخ المبارك أن مطالبة البعض بدور خليجي في مفاوضات الدول الغربية مع إيران «شيء سابق لأوانه»، مشيراً إلى أنها مسألة يجب أن يوافق عليها جميع الفرقاء. ورداً على سؤال عن إمكان لعب الكويت دوراً بين إيران والسعودية تجاه ما يعتبره البعض الخطر الإيراني، أجاب: «نحن والمملكة نكمّل بعضنا. وربما نكون طرفاً في هذه المسألة... وفي كل الأحوال يجب ألا نضخم الخطر أيضاً». وزاد: «المهم أن تكون جبهتنا الداخلية متضامنة. إذا كنا مع بعضنا لا يهمنا أي شيء آخر». وعن الفرق بين إنشاء قيادة عسكرية موحدة بين دول المجلس كما جاء في قرارات القمة وبين قوات درع الجزيرة، أوضح أنها تختلف عن درع الجزيرة «فهي خطوة متقدمة عنها لأنها تشمل القوات البحرية والجوية». وعن تقويمه لعلاقة الحكومة بمجلس النواب الكويتي وقرار المحكمة تبرئة المتهمين باقتحام المجلس، اعتبر أنه قرار من محكمة الدرجة الأولى. «نتمنى أن تكون الأحكام عادلة للجميع، وليس عيباً أن يعاقب المخطئ على أخطائه».