احتوت الخرطوموبكين أزمةً ديبلوماسية كادت أن تنشأ بينهما بسبب إنتاج الصين فيلم يسيء إلى السودانيين، احتج على أثره السودان لدى الحكومة الصينية وطالبها بالاعتذار وسحب الفيلم الذي انتجته جهة رسمية صينية من «الإنترنت». وذكر مصدر سوداني رفيع ل «الحياة» أن حكومته تجاوزت ما اعتُبر «تصرفاً فردياً من جهة رسمية في مقاطعة صينية»، موضحاً أن الخرطوم تفهمت تبرير بكين لإنتاج الفيلم واعتذارها ضمناً عن ذلك، ووعدها بعدم تكرار مثل تلك الحادثة، لافتاً إلى أن الصين حليف للسودان ولا يمكن أن تتعمد الإساءة إليه. وأبلغ سفير السودان في بكين عمر عيسى، الحكومة الصينية رسمياً احتجاج السودان على إنتاج الفيلم الصادر عن جهات أمنية في مقاطعة «أيوا» جنوبالصين، كانت عُرضت مقاطع منه على موقع «يوتيوب». وأمرت الحكومة الصينية بحذف الفيلم من الإنترنت فوراً، وقدمت اعتذاراً رسمياً للسودان. ونقل عيسى إلى مسؤول رفيع في الخارجية الصينية أن الواقعة تسيء للسودان والسودانيين، خصوصاً أنه صدر من جهة حكومية. ورأت الجالية السودانية المقيمة في «أيوا» أن الفيلم يشكل إهانة متعمدة ضد السودانيين، موضحةً أن الفيلم تدور أحداثه حول شاب سوداني مقيم في الصين يعمل نادلاً في إحدى المطاعم الإسلامية، يتعرف على شاب صيني ويتفق معه على الاحتيال على أحد التجار الصينيين قبل أن يُقبَض عليهما. وأشارت الجالية إلى أن إنتاج الفيلم جاء على خلفية احتجاز شاب سوداني من قبل تجار صينيين بطريقة غير مشروعة بعد أن تخلّف عن سداد مديونيات التجار. على صعيد آخر، اختار البرلمان السوداني أمس، الفاتح عز الدين رئيساً له خلفاً لأحمد ابراهيم الطاهر الذي استقال من منصبه في إطار تغيير كبير يجريه الحزب الحاكم. واختار مجلس الولايات (الغرفة الثانية في البرلمان) أمبلي عبد الله العجب رئيساً له خلفاً لآدم حامد موسى الذي استقال أيضاً من منصبه. ويعتبر الفاتح عز الدين من الشباب المقربين إلى الرئيس عمر البشير وكان مدير حملته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2010. من جهة أخرى، حكمت محكمة في «أم درمان» ثاني كبرى مدن العاصمة السودانية الثلاث، على خمسة متهمين بالسجن لفترات تراوحت بين خمس وثلاث سنوات مع غرامة مالية، بتهمة حرق ونهب موقع للشرطة ومحال تجارية، أثناء تظاهرات أيلول (سبتمبر) الماضي احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات.