لم تفاجأ الطالبات والمعلمات في المدرسة الابتدائية الثانية في مدينة سيهات (محافظة القطيف)، بتساقط أجزاء من سقف الفصول عليهن، أول من أمس، فوضع المبنى الذي تم إنشاؤه قبل نحو 35 عاماً، «يُرثى له»، كما عبرت عن ذلك معلمات وإداريات يعملن في المدرسة، المكونة من دورين، لا يستعمل منهما إلا الأرضي، بعد أن هجر العلوي، وتحول إلى مأوى للحمام والخفافيش. فيما أكدت مديرة مكتب الإشراف التربوي في محافظة القطيف سعاد الصبحي، في تصريح إلى «الحياة»، أن وضع المبنى «قيد المتابعة». وقالت: «رفعنا معاملة كاملة إلى الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية. كما تم التواصل معهم، وسيتم اتخاذ الحلول المناسبة حيال مبنى المدرسة». ووصف أولياء أمور طالبات وضع المدرسة ب «مدينة الأشباح». وأكدوا أنهم راجعوا إدارة التربية مرات عدة، «ولم يجدِ ذلك نفعاً، وزاد الأمر سوءاً، بعد سقوط جزء من سقف أحد الفصول قبل أيام، كادت أن تذهب ضحيته إحدى الطالبات»، مضيفين «لا نأمن على بناتنا، ليس من الخطر فقط، بل من الأمراض أيضاً، فالمكان غير مؤهل، ويفتقد الشروط الصحية». وقالت إحدى المعلمات في المدرسة (رفضت الكشف عن اسمها): «عمر المدرسة 35 عاماً، ولم تخضع للصيانة طوال هذه العقود إلا مرتين فقط. وكانت تضم المرحلة المتوسطة في الدور العلوي، إلا أنها الآن تضم الابتدائية في الدور السفلي فقط، بعد هجران العلوي، وأصبح مقراً للحمام والخفافيش»، مشيرة إلى أن إحدى الطالبات «علقت في شباك نافذة في الدور العلوي، وكادت تسقط، لأن الشبك واسع الفتحات، فهرعتُ وسحبتها». وذكرت معلمة أخرى، أنه «في كل مرة يتم فيها تقديم شكوى، يحضر المختصون من إدارة التربية والتعليم للمعاينة، ويخلص التقرير الذي يعدوه إلى أن مبنى المدرسة صالح، ولا يعيبه شيء، ما يثير استغرابنا»، مضيفة «كثيراً ما نسمع من الأمهات كلمات توجه اللوم لنا، وتعبر عن عدم رضاهن عن الوضع، ولكن ليس بأيدينا ما نفعله حيال هذه الأوضاع». وقالت موظفة إدارية في المدرسة: «لم يقتصر الأمر على الحمام والخفافيش والأحراش أيضاً، فأي طالبة لا تتمكن من دخول دورة المياه، إلا بمعية معلمة أو طالبة، وذلك بسبب الحشرات، لتتولى زميلتها أو معلمتها مهمة القضاء على الحشرات»، مضيفة «غالباً ما تصاب الطالبات بحال من الهلع، ونقوم بتهدئتهن، فما يرونه ويعايشنه يومياً ليس بالأمر البسيط لفتيات في هذه السن، وهناك أنواع من المخاطر، وحشرات، وطيور وزواحف حولهن، ولا نعلم سقف أي فصل سيسقط، أو أي سلم سينهار، فكل ما في المدرسة يعطي مؤشراً على ذلك». وأضافت الإدارية، «تحملنا الأسر مسؤولية أي أمر يحدث لبناتهن. فيما نحن نعاني من الأمر نفسه فلا صيانة للفصول أو غرفة المعلمات والإدارة، فيما الخطر يحف بالجميع: طالبات ومعلمات وإداريات، حتى مداخل الكهرباء لا نتمكن من استخدامها، بسبب وجود حشرات غريبة فيها».