ألقت شخصيات أجنبية ومن جنوب أفريقيا اليوم نظرة الوداع على جثمان بطل النضال ضد الفصل العنصري الرئيس السابق نلسون مانديلا في مبنى «يونيون بيلدينغز»، مقر الحكومة في بريتوريا، حيث نقل في موكب جاب شوارع المدينة. وتقدم الشخصيات الأجنبية المغني بونو ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وفريديرك دو كليرك، رئيس جنوب افريقيا قبل تولي نلسون مانديلا المنصب». ونقل نعش مانديلا الذي توفي الخميس الماضي مغطى بعلم جنوب أفريقيا من المستشفى العسكري، ومرّ خصوصاً في «شارع ماديبا» الى مبنى «يونيون بيلدينغز». ولدى الانطلاق تجمع الموظفون لأداء أغنيات تمجد مانديلا، فيما انتظر مئات من الأشخاص مرور الموكب على أرصفة الطرق. ووقف موظفو أحد المتاجر ينشدون الأغاني أيضاً، فيما صدحت في الشوارع أصوات أبواق «الفوفوزيلا» التي تسمع عادة في مباريات كرة القدم. وقالت الموظفة فايغا هارتلي (37 سنة): «لدينا انطباع بأنها نهاية عصر». وقال أوبري ماكغوبيلا (24 سنة) الذي انتظر مرور الموكب: «إنها لحظة اعتزاز لجنوب أفريقيا». ولدى وصول النعش إلى مبنى «يونيون بيلدينغز» أزيل غطاء النعش الملفوف بعلم جنوب أفريقيا حتى منتصفه كي يظهر الجزء العلوي من جسم مانديلا الذي يستطيع الزوار الاقتراب إلى مسافة متر أو مترين منه. وهذه الفرصة الأخيرة للجنوب أفريقيين لوداع مانديلا قبل دفنه الأحد في مسقط رأسه بقرية كونو الصغيرة في الكاب الشرقي. وبعدما خطف الرئيس الأميركي باراك أوباما الأضواء خلال مراسم تأبين مانديلا في جوهانسبرغ أول من امس، بانتقاده حكومات في العالم «وجهت رسائل تضامن مع نضال مانديلا، لكنها لا تتسامح مع شعوبها»، ومصافحته الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، أبدى محافظون أميركيون استياءهم من المصافحة، معتبرين أنها «نوع من الدعاية السياسية من الرئيس الكوبي». وسأل العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ جون ماكين: «لماذا صافح الرئيس رجلاً يسجن أميركيين؟ وما الغاية من ذلك؟ نيفيل تشامبرلين صافح هتلر»، في إشارة الى رئيس الوزراء البريطاني في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية. وقالت النائبة الجمهورية إليانا روس ليتينن، المؤيدة لمبدأ الحزم مع كوبا: «عندما يصافح قائد العالم الحر اليد الملطخة بالدم لديكتاتور مستبد مثل راوول كاسترو، فإن هذا الأمر يصبح دعاية سياسية للطاغية». وأسف السناتور الكوبي الأصل ماركو روبيو، المتحمس أيضاً للحظر الأميركي على كوبا، لعدم اغتنام اوباما فرصة المصافحة لسؤال الرئيس الكوبي عن أوضاع حقوق الإنسان في بلاده، والتي «عمل مانديلا لأجلها ولا وجود لها في كوبا». في المقابل، رأى نواب ديموقراطيون آخرون المصافحة بأنها «بارقة أمل»، معلنين أنه لا تجب المبالغة في تحليل المصافحات». ووفق البيت الأبيض، اكتفى الرئيس الأميركي بتبادل التحية مع الزعماء الذين صافحهم خلال مراسم تأبين مانديلا.