صعّدت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في محيط يبرود آخر معاقل المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق. وأفادت «شبكة شام الإخبارية» بن الطيران الحربي استهدف مدينة معضمية الشام ومنطقة ريما بجبال القلمون، كما سُجّل قصف عنيف براجمات الصواريخ على مدن وبلدات ببيلا ويبرود ورنكوس ومعضمية الشام والزبداني وداريا وعدرا وعلى مناطق مختلفة في الغوطة الشرقية، في ظل اشتباكات عنيفة في منطقة ريما الواقعة على طريق الأوتستراد الدولي بمنطقة جبال القلمون. ولفتت الشبكة إلى أن قوات النظام - مدعومة بقوات من «حزب الله» و «لواء ذو الفقار العراقي» - شنت حملة دهم وحرق للمنازل في مدينة النبك بعد اقتحامها في ظل أنباء عن «ارتكاب مجازر جديدة بالمدينة». ورجّحت «فرانس برس» أن تكون يبرود حيث تحتجز راهبات دير معلولا الاثنتا عشرة اللواتي خطفن في مطلع كانون الأول (ديسمبر)، المحطة التالية من معركة القلمون، بعدما تمكنت القوات النظامية من السيطرة على مدينة النبك المجاورة وبالتالي على طريق حمص - دمشق الدولي. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «العملية المقبلة في القلمون سيكون مسرحها على الأرجح بلدة يبرود، وهي آخر معقل مهم لمقاتلي المعارضة، بعدما استكملت قوات النظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني سيطرتها على مدينة النبك». وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة الذين تمكنت قوات النظام منذ 19 تشرين الثاني (نوفمبر) من طردهم من بلدات قارة ودير عطية والنبك، لا يزالون موجودين في بعض القرى الصغيرة في القلمون، وبينها معلولا ومزارع رنكوس. لكن هذه القرى لا تشكّل نقاط ثقل، بينما تعتبر يبرود معقلاً مهماً يتحصنون فيه وهي على خط واحد مع قارة ودير عطية والنبك. وبسيطرتها على النبك، استعادت قوات النظام هذه الطريق المغلقة منذ بدء معركة القلمون قبل حوالى ثلاثة أسابيع. إلا أنها لم تعد فتحها بعد، في انتظار أن يصبح سلوكها آمناً تماماً للمواطنين. وذكر المرصد الثلثاء أن «العمليات العسكرية تتركز حالياً في منطقة المزارع بين النبك ويبرود، وأن أطراف يبرود تعرضت كذلك اليوم (أمس) للقصف». في غضون ذلك، أوردت شبكة شام الإخبارية أن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون حي القابون في دمشق حيث وقعت اشتباكات مع «الجيش الحر»، كما شنت حملة دهم في حي الشاغور بدمشق القديمة. وفي محافظة حلب، قصف الطيران الحربي أحياء مساكن هنانو وقاضي عسكر وكرم الطراب وضهرة عواد شرقي حلب في ظل قصف عنيف بالمدفعية والدبابات على أحياء السكري والشعار واشتباكات في أحياء الخالدية والشيخ سعيد ومحيط مستشفى الكندي في حلب. وفي هذا الإطار، أعلنت وسائل إعلام النظام السوري «مقتل الإرهابي محسن (...) الملقّب أبو الدرداء القطري التابع لحركة أحرار الشام ... بنيران الجيش العربي السوري في محيط مشفى الكندي بحلب صباح اليوم (أمس)». وفي محافظة إدلب، أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، نقلاً عن ناشطين من «لواء مقاتل»، أن مقاتلي «الجبهة الإسلامية» سيطروا فجر أمس على مقار لواء مقاتل ومقار كتائب مقاتلة أخرى عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وترافق ذلك مع إغلاق المعبر. وأكد ناشطون من بلدة الأتارب ل «المرصد» أن «جبهة النصرة» استولت ليلة الجمعة (السادس من كانون الأول/ديسمبر الجاري) على «عشرات قطع الأسلحة من نوع شيلكا بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة من مستودعات هيئة الأركان التابعة للجيش الحر». وتابع «المرصد»: «فجر السبت سيطر مقاتلون من الجبهة الإسلامية على المقار والمستودعات لهيئة الأركان التابعة للجيش الحر .. واستولوا على عدد كبير من صواريخ مضاد طيران ومضاد دبابات». بانياس إلى ذلك، أبدى «المرصد» مخاوف على حياة عشرات المفقودين من بانياس في معتقلات النظام. وقال «إن مصير 70 مواطناً من الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس وقرى جنوبالمدينة، التي يقطنها مواطنون مسلمون سنّة، لا يزال مجهولاً، منذ أن اعتقلتهم قوات الأمن السورية، بعد أيام من مجزرتي بانياس والبيضا اللتين نفذتهما قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام، واستشهد فيهما أكثر من 300 مواطن بينهم الكثير من النساء والأطفال ... وبعض المعتقلين فقد أفراداً من عائلاتهم خلال المجزرتين». وأشار «المرصد» إلى أن «إعلام النظام السوري خرج بمسرحية مفبركة على فضائياته، وأظهر معتقلين عدة من بانياس والبيضا وتحدثوا بروايات أمليت عليهم، حمّلوا فيها مسؤولية المجزرتين لشهداء من أسرة أُعدم كامل أفرادها، وذكروا أسماء معتقلين إثنين من عائلة واحدة، على انهما من المشاركين بتنفيذ مجزرة راس النبع في بانياس، على رغم أنهما فقدا 11 فرداً من عائلتهما، بينهم نساء وأطفال، وكانا متواجدين خارج بانياس، وقت حدوث المجزرة». وأكد «المرصد» أن «كل التحقيقات» التي أجراها على مدى أسابيع أظهرت «أن منفذي مجزرتي بانياس والبيضا اللتين ارتكبتا في الثاني والثالث من أيار (مايو) من العام الجاري، هم من قوات الدفاع الوطني من الأحياء الشمالية لمدينة بانياس وقرى تابعة لها وقرى أخرى تابعة لمدينتي طرطوس وجبلة، وجميعهم من الطائفة العلوية».