دافع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن نفسه، ضد ما وصفه ب"افتراءات وإهانات" من المحافظين المتشددين في الداخل، الذين يتهمونه ب"تقويض الدولة"، ويطالبون ب"إعادة النظر في توليه منصبه". إذ يشكو بعض المتشددين في إيران، من أن "المفاوضين قدموا الكثير من التنازلات في جنيف، بموافقتهم على وقف تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى، مقابل مجرد تخفيف محدود للعقوبات". وذكرت وكالة أنباء "فارس" أن "20 من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 290، كتبوا إلى روحاني يوم الأحد يطالبونه بإعادة النظر في استمرار ظريف في منصبه، بعدما أدلى بتصريحات وصفوها بأنها غير لائقة". ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن ظريف قوله، خلال زيارة إلى جامعة طهران، إن "الغرب يخشى قوة الشعب الإيراني وليس دفاعاته العسكرية، التي قال إنه يستطيع إن شاء تدميرها بقنبلة واحدة". وقال ظريف في وقت لاحق، إن "هذا وتصريحات أخرى مثيرة للخلاف، نسبت إليه، إنما حرفت أو أخرجت من سياقها". وكتب ظريف في رسالة على موقع "فايسبوك" اليوم الثلاثاء: "من المخزي أن تشوه أقلية صغيرة ردي على أحد أسئلة الطلاب، تأييداً لآرائها السياسية". وأضاف: "يعوضون انزعاجهم من تأييد الشعب الجارف للحكومة، بإهانات وبذاءات وافتراءات". ونقل عن ظريف قوله، في تصريح آخر، إن "إيران مستعدة للتفاوض على جزيرة أبو موسى، وهي واحدة من ثلاث جزر تتنازع ملكيتها مع الإمارات العربية المتحدة". ومن بين أشد المنتقدين لظريف حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المتشددة، الذي قال إن "ظريف بعث بإشارة استسلام إلى الغرب"، كما انتقد روحاني لزعمه أن "إيران المثقلة بالعقوبات، كانت استنفدت تقريباً ما لديها من أموال لدى توليه السلطة في آب/ أغسطس". وكتب شريعتمداري في افتتاحية: "إذا تلقى العدو رسالة تفيد بأن خزائننا خاوية، وأن المنظومة الدفاعية للبلاد يمكن تدميرها بقنبلة واحدة، وأن السيادة المطلقة لإيران على جزيرة أبو موسى قابلة للتفاوض، فما الذي يمنعه من الاعتقاد بأن أيدي فريقنا التفاوضي خاوية وأنه في سبيله إلى تحقيق النصر؟".