حذرت صحيفة «كيهان» المتشددة من تغلغل «ثعابين الطابور الخامس» في حكومة الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، فيما كرّر إمام بارز لأهل السنّة دعوته إلى إنهاء «التمييز» في حقهم، متحدثاً عن وجوب منحهم «مقداراً من حقّ تقرير المصير». وكتب رئيس تحرير «كيهان» حسين شريعتمداري أن من المناسب مناقشة كون روحاني إصلاحيا أو محافظا، اذ أن المسألة الجوهرية تتمثّل في «خطر اختراق الطابور الخامس من الأعداء الخارجيين، حكومة الرئيس المنتخب». وأضاف: «إنهم ثعابين هامدة، ولا يمكننا إحياءهم مجدداً». وأشار إلى «مئات الدلائل حول ممارسات خيانية من قادة الفتنة»، في إشارة إلى زعماء «الحركة الخضراء»، متسائلاً: «ألن يشكّل اختراقهم حكومة روحاني، ولو في شكل غير مباشر، ضربة إلى الإسلام والثورة، وتجاهلاً لرغبة الشعب الذي أظهر عداءً لأميركا وبريطانيا وإسرائيل، منذ الأيام الأولى للثورة»؟ وزاد: «لا شك في أن وجود قادة الفتنة في حكومة الرئيس المنتخب، سيضرّ في شكل خطر، النظام ومواطنين صالحين في البلاد، ولا شك أيضاً في أن روحاني سيكون ضحيتهم الأولى». وأعلن محمد رضا باهنر، نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، أن روحاني سيتسلّم منصبه في 3 آب (أغسطس) المقبل، بعد مصادقة مرشد الجمهورية علي خامنئي على انتخابه رئيساً لإيران خلفاً لمحمود أحمدي نجاد. وذكر أن روحاني سيؤدي في 4 آب، القسم الدستوري أمام البرلمان، وسيحظى بمهلة أسبوعين لتشكيل حكومة. ونقلت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية (إيلنا) عن روحاني قوله إن «على الحكومة منح القطاع الخاص فرصة للمشاركة في إدارة الاقتصاد، لتحقيق أهداف الخصخصة» في البلاد. وزاد خلال لقائه مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة والمناجم في إيران: «على الحكومة تجنّب الاقتصاد المُخطّط، والاستعانة بخبراء اقتصاديين لإدارة الوضع». وتطرّق وزير الخارجية علي أكبر صالحي إلى عهد روحاني، مؤكداً «ثبات مبادئ السياسة الخارجية لإيران وأطرها»، لكنه لاحظ أن ثمة «احتمالاً لتغيير الأساليب». وذكّر بإعلان الرئيس الجديد أثناء حملته الانتخابية، «إعادة النظر في العلاقات الديبلوماسية لإيران». إلى ذلك، أشار مولوي عبد الحميد، إمام أهل السنّة في زاهدان، عاصمة إقليم سيستان بلوشستان (جنوب شرقي إيران)، إلى نيل روحاني في الإقليم، أعلى نسبة من الأصوات (73.3 في المئة) خلال الاقتراع، قائلاً: «جميع الإيرانيين يواجهون مشكلات، لكن السنّة يواجهون مشكلات أكبر، ويشعرون بأن روحاني قادر على تسويتها». وأضاف في حديث إلى موقع «روز» المؤيد للإصلاحيين: «أولويتنا إلغاء التمييز، ويرغب السنّة في المشاركة في حكم البلد، ومساندة إخوتنا الشيعة في بنائه. نطلب المساواة في المسؤولية عن إدارة البلد، والتمتع بحرية دينية ومقدار من حقّ تقرير المصير». واعتبر أن روحاني «كان المرشّح الوحيد الذي أثار أملاً لدى السنّة»، إذ شعروا برغبته في «إقامة وحدة وطنية، وتشكيل حكومة تضمّ جميع الإيرانيين». في غضون ذلك، اعلن وزير الاتصالات محمد حسن نامي تأسيس خدمة بريد إلكتروني محلية، لافتاً إلى أن جميع الإيرانيين سيصبحون مشتركين فيها. وزاد: «سيحصل كل إيراني على بريد إلكتروني خاص، من أجل التفاعل المتبادل والتواصل بين الحكومة والشعب». وتفيد معطيات رسمية بأن حوالى نصف سكان ايران (75 مليوناً)، يستخدمون الإنترنت. وتحجب السلطات أحياناً، خدمات بريد إلكتروني لشركات أجنبية، مثل «غوغل» و»ياهو»، كما أعلنت خططاً لتأسيس شبكة إنترنت محلية، تعزل البلاد عن الشبكة العالمية.