قالت مصادر أمنية إنه تم الافراج عن أربعة جنود أتراك خطفهم متمردو حزب العمال الكردستاني بعد تدخل سياسيين من حزب كردي لصالحهم في ساعة مبكرة الاثنين في ديار بكر بجنوب شرق تركيا لتنتهي بذلك مواجهة قصيرة كان يمكن أن تضرّ بعملية سلام هشة. وعكس حادث الخطف تصاعد التوتر في الاقاليم التي تعيش فيها غالبية كردية في جنوب شرق تركيا عقب مقتل شخصين خلال اشتباكات جرت الجمعة بين الشرطة ومحتجين في بلدة يوكسيكوفا القريبة من الحدود العراقية. وفجر قتل المحتجين احتجاجات في مدن أخرى مما اثار المخاوف على اتفاق هش لوقف اطلاق النار أبرم بين تركيا وحزب العمال الكردستاني قبل ثمانية أشهر. وقالت الهيئة العامة لأركان الجيش في بيان نشر على موقعها على الإنترنت إن اثنين من الضباط ورقيبين خطفوا الأحد حين قطع ما يتراوح بين 200 و300 مزارع طريقاً زراعياً في ديار بكر على بعد نحو 500 كيلومتر من يوكسيكوفا. وكان من بين المجموعة اعضاء في حزب العمال الكردستاني كانوا يفحصون بطاقات هوية قادة السيارات المارة قبل خطف الجنود. وقال الجيش انه نشر قوات خاصة في المنطقة تدعمها عمليات مراقبة جوية مأهولة وان الخاطفين سلموا الى الشرطة المحلية في ساعة مبكرة من الصباح. وقالت مصادر أمنية أخرى ان اعضاء في حزب السلام والديمقراطية الموالي للاكراد تدخلوا لتأمين الافراج الآمن عن الجنود وانه تم تسليمهم الى موقع للجيش في المنطقة. وصرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاحد بان الخطف والاشتباكات في يوكسيكوفا يهدفان الى تقويض جهود حكومته لانهاء نحو 30 عاماً من حملة التمرد الكردية لكنه لن يرتدع. وهاجم محتجون مقر حزب العدالة والتنمية لاردوغان الليلة الماضية في ديار بكر بالقنابل الحارقة مما ادى الى تحطم نوافذ مبان قريبة. وقالت الشرطة انه لم يصب احد. وبدأت الاشتباكات يوم الجمعة في يوكسيكوفا بإقليم هكاري مع بضع مئات من المحتجين بعد تقرير عن تدنيس مقابر اعضاء في الحزب الكردي. واستخدمت الشرطة التركية مدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. ويقع إقليما هكاري وديار بكر في المنطقة التي تعيش فيها غالبية كردية في تركيا. ولايزال اتفاق وقف اطلاق النار الهش ساريا وتتفاوض تركيا مع زعيم حزب العمال المسجون عبد الله أوجلان لانهاء الصراع الذي قتل فيه 40 الف شخص. وقال أعضاء في البرلمان من حزب السلام والديمقراطية الموالي للأكراد بعد ان زاروا زعيم حزب العمال في السجن في جزيرة إمرالي في بيان يوم السبت إن أوجلان وصف أحداث يوم الجمعة بأنها استفزازات تهدف إلى عرقلة عملية السلام وطالب بالهدوء.