حض وزير المال الإسرائيلي زعيم حزب «ييش عتيد» يائير لبيد خلال مؤتمر اقتصادي في تل أبيب امس رئيس حكومته بنيامين نتانياهو على إبداء «شجاعة تاريخية» والتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، حتى في حال ادى ذلك الى انهيار حكومته. وطمأن لبيد، وهو شريك اساسي في الحكومة الإسرائيلية، نتانياهو الى ان حزبه سيدعم الحكومة في حال طرأت عليها تغييرات، وقال: «انا مصمم على فعل كل ما في قدرتي من اجل ضمان ان تستمر الحكومة، حتى لو اقتضت التطورات على صعيد عملية السلام اصطفافاً ائتلافياً من نوع او آخر»، في اشارة الى انسحاب محتمل للأحزاب اليمينية وانضمام احزاب اليسار والوسط اليها في حال التوصل الى اتفاق سلام. وأضاف: «لست مستعداً لأن يبقى «ييش عتيد» ورقة التين لمناورات سياسية لا معنى لها». وتابع: «لا نستطيع ان نواصل التظاهر بأن السلام لا يتضمن دفع ثمن كبير ومؤلم وقومي وسياسي سيجبَر الجانبين الموقعين على تحمله». وقال: «اعلن رئيس الوزراء انه يدرك هذا الثمن وفكرة ان الحل الوحيد على الطاولة هو تنفيذ مبدأ دولتين لشعبين. اتمنى بصدق ان يظهر هذا النوع من الشجاعة التاريخية المطلوبة لدفع هذا الثمن». في غضون ذلك، اقترح وزير الاقتصاد الاسرائيلي، زعيم حزب «البيت اليهودي» المؤيد للاستيطان نفتالي بينيت امس ضم المنطقة «ج» في الضفة الغربيةالمحتلة الواقعة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة وتقيم فيها غالبية المستوطنين، الى الدولة العبرية. وقال للإذاعة العامة: «افضل تطبيق السيادة الإسرائيلية في المنطقة التي يقيم فيها 400 ألف مواطن (مستوطن) وفقط 70 ألف عربي». وتشكل المنطقة ج 60 في المئة من مساحة الضفة، وتخضع بشكل كامل لسيطرة الجيش الإسرائيلي. وقال الموقع الإلكتروني للقناة العاشرة الإسرائيلية الخاصة إن وزارة المال قررت منح ما يعادل 26 مليون دولار إضافية للبناء الاستيطاني في الضفة بعد ان كانت قررت اقتطاع تمويل من هذه المشاريع. وأكد بينيت ان إسرائيل ليس لديها سوى «نصف شريك» في السلام هو الرئيس محمود عباس الذي لا يسيطر على قطاع غزة. وأضاف أن «كل هذه (المفاوضات) عبارة عن نكتة. الأمر يبدو كأننا نناقش شراء سيارة مع نصف المالكين فقط». اوباما وكان الرئيس باراك اوباما أعلن مساء اول من امس ان الولاياتالمتحدة توصلت الى نتيجة مفادها بأن حل الدولتين في الشرق الأوسط يتضمن بقوة الضمانات الضرورية لأمن إسرائيل. وقال امام المنتدى السنوي لمركز «صابان» للسياسة في الشرق الأوسط من واشنطن، إن الجنرال آلن، المستشار الخاص من اجل الشرق الأوسط، «توصل الى النتيجة بأنه من الممكن التوصل الى حل الدولتين الذي يضمن الحاجات الأساسية للأمن الإسرائيلي». وأضاف: «هذه هي النتيجة التي توصل اليها، لكن القرار النهائي لا يعود له». ويصر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو خصوصاً على ان اي دولة فلسطينية مستقبلية يجب ان تكون منزوعة السلاح، وأن تتمكن إسرائيل من ان تبقي على وجود عسكري طويل الأمد على الحدود مع الأردن، فيما يصر الفلسطينيون على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم، لكنهم يقبلون بنشر قوة دولية، وهو خيار ترفضه إسرائيل. وحذر الرئيس الأميركي أيضاً من انه في اطار احتمال التوقيع على اتفاق سلام، يجب ان يوافق الفلسطينيون على رغبة إسرائيل في قيام «فترة انتقالية» للتأكد من ان الضفة لا تشكل مشكلة امنية مشابهة لتلك التي شكلها قطاع غزة بقيادة «حماس»، وقال: «هذه الفترة الانتقالية تتطلب ضبط النفس من الفلسطينيين أيضاً. لا يمكنهم الحصول على كل ما يريدون منذ اليوم الأول».