شهد معسكر قوات الأمن الخاصة (المقر الرئيسي) في صنعاء أمس، تمرداً على قائده رافقته اشتباكات بين الجنود المحتجين وحراس المعسكر. وأبلغت مصادر أمنية «الحياة» أن «المسلحين الحوثيين تدخلوا لاحتواء الاشتباكات وطوقوا المعسكر القريب من القصر الرئاسي، قبل أن يتمكن قائد القوات الخاصة اللواء محمد منصور الغدراء من المغادرة تحت حراستهم». وترددت أنباء عن صدور مرسوم رئاسي قضى بتعيين قائد جديد مقرب من الحوثيين خلفاً للغدراء، في حين روى شهود «أن عربات مدرعة وعشرات من جنود الحرس الرئاسي أغلقوا ميدان السبعين، تحسباً لمضاعفات الاشتباكات داخل معسكر قوات الأمن». في الوقت ذاته، أكدت جماعة الحوثيين أنها مسؤولة عن حماية صنعاء والمناطق التي اجتاحتها شمال اليمن وغربه، وهددت باقتحام محافظة مأرب النفطية، فيما تواصل توافد مسلحي الجماعة إلى أطراف المحافظة مقابل حشود مسلحة لرجال القبائل توعدت بمواجهتها ومنعها من اقتحام مأرب. وفي حديث لصالح الصماد مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي، عن الحوثيين أدلى به إلى قناة تلفزيونية تملكها الجماعة. قال: «على الدولة القيام بدورها في حماية الشخصيات والمنشآت، مثل أبراج الكهرباء وأنابيب النفط لئلا نكون مضطرين للتواجد في مأرب». وتابع: «نحن مسؤولون عن حماية صنعاء حتى يأتي من يحمي هذه المؤسسات، ووجودنا في العدين وإب والحديدة كان لحماية مؤسسات الدولة». ونفى أن تكون لدى الجماعة أي نية للسيطرة على المنافذ السيادية للدولة، مثل باب المندب. في غضون ذلك، احتدم الصراع داخل حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح، منذراً بانشقاق جناحٍ جنوبي موالٍ للرئيس هادي، وأقر مئات من قياديي الحزب في مدينة عدن أمس رفضهم إقالة هادي من منصب النائب الأول لرئيس الحزب وإقالة الدكتور عبدالكريم الإرياني من منصب النائب الثاني، ولوّحوا باجتماع مقبل للتصعيد إذا لم يتم التراجع عن تلك القرارات. وأصدرت قيادات الحزب التي تمثل محافظاتعدن وأبين ولحج والضالع، بياناً أعلنت فيه «بطلان إجراءات الترفيع لنواب رئيس المؤتمر الشعبي العام والأمناء المساعدين، لمخالفتها الصريحة للنظام الداخلي»، واعتبرتها «غير ملزمة» لها باستثناء قرار تكليف الأمين العام كونه جاء «متفقاً مع النظام الداخلي» لحزب المؤتمر الشعبي. وشددت تلك القيادات على شرعية انتخاب الحزب هادي والإرياني في المؤتمر العام السابع. وكان حزب «المؤتمر الشعبي» بزعامة صالح أقر في اجتماع لجنته الدائمة العامة إقالة هادي والإرياني، في سياق رد علي صالح على عقوبات فرضها مجلس الأمن عليه مع قائدين حوثيين، ويُتهم هادي بالوقوف خلفها. أمنياً، اغتال مسلحان يستقلان دراجة نارية أمس عنصراً حوثياً في مدينة ذمار (جنوبصنعاء)، في ثاني حادثة من نوعها في المحافظة خلال أسبوع، فيما بدأت محكمة متخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة في صنعاء أمس محاكمة خمسة من عناصر تنظيم «القاعدة»، متهمين بتنفيذ «عمليات إرهابية» في محافظة البيضاء.