اكدت مصادر موثوقة ل «الحياة» في واشنطن وجود «خلافات جذرية» بين فريقي الرئيس باراك أوباما والخارجية الأميركية حول استراتيجية البيت الابيض حول سورية، في وقت اعتبر وزير الدفاع تشاك هاغل والسفير الاميركي السابق في سورية روبرت فورد نظام الرئيس بشار الاسد يستفيد من الغارات على تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). وقالت المصادر ان هناك «خلافات جذرية بين البيت الأبيض والخارجية حول الملف السوري وأن الخارجية تدفع باتجاه تصعيد سريع على الأرض، فيما يتريث مستشارو أوباما بسبب مخاوف من الانزلاق في الحرب السورية». وأضافت أن هناك ادراكاً من الجانبين بأن «الاستراتيجية الحالية تفشل انما الخلاف حول المرحلة المقبلة وبين خياري زيادة الدور الأميركي أو تقليصه وهو ما يفضله البيت الأبيض». وعكس هذا التضارب ما نقلته محطة «سي ان ان» عن مسؤولين في الادارة أن واشنطن تحضر لاقامة مناطق عازلة ونفي ذلك لاحقاً من البيت الأبيض، غير أن المصادر ذاتها قالت إن خيارات عدة هي قيد الدرس بينها اقامة المناطق العازلة وهناك «محادثات واسعة مع تركيا» التي يصلها نائب الرئيس جوزيف بايدن اليوم. من جهة أخرى، قال فورد إن الضربات الجوية للتحالف الدولي - العربي ضد «داعش» شمال سورية تعزز نظام بشار الأسد. وقال في كلمة ألقاها فورد بعنوان «الخطوات القادمة في السياسات الأميركية تجاه سورية والعراق»، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب: «لقد أضرت الضربات الجوية في سورية بالمعارضة المعتدلة، وقللت من صدقيتها وأضعفت جبهة النصرة التي تحارب نظام الأسد». واعتبر أنه «كان من المفترض أن نوضح استراتيجيتنا بهذا الخصوص، وأن نشرح لماذا نقوم بضرب «جبهة النصرة». إننا نساعد نظام الأسد بشكل مباشر عندما نضرب أهداف التنظيم شرق سورية»، علماً أن فورد كان من أبرز الداعمين لادراج «النصرة» على لائحة الارهاب في كانون الأول (ديسبمر) 2012. وأشار فورد إلى أن الضربات الجوية للتحالف على إحدى المناطق – التي كانت المعارضة تحاصر قوات الأسد فيها – تسببت في تمكن قوات الأسد من خرق الحصار، قائلاً: «بتنا نقوم بدور القوات الجوية للأسد». وأكد فورد أنه «من الصعب هزيمة الدولة الاسلامية طالما استمر نظام بشار الأسد في حكم سورية». من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل إن نظام الأسد استفاد في شكل غير مباشر من التحالف الدولي. وأضاف في برنامج «تشارلي روز» على قناة «بي بي اس» إن الأسد هو الذي خلق الفوضى في سورية، مؤكداً أن لا حل عسكرياً للوضع في سورية، وانه لا بديل من الحل الديبلوماسي، مضيفاً: «لا أحد يرغب في حكومة فشلت فشلاً ذريعاً في سورية، ومسألة الكيفية التي سيترك الأسد من خلالها السلطة تحمل أهمية بالغة».