أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن «الإحباط» لعدم استجابة واشنطن وحلفائها الشروط التي حددها للدخول في التحالف الدولي- العربي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن ضرب «داعش» لن يساعد «الديكتاتور الجاثم على صدر البلاد (الرئيس) بشار الأسد»، لأن النظام والتنظيم «يتبادلان المنفعة ويعتمدان على بعضهما بعضاً». وأفيد بأن مقاتلات التحالف ضربت أمس مقراً ل «جبهة النصرة» في شمال غربي سورية، في وقت تمددت «النصرة» في ريف حلب. وأعلنت باريس توسيع مشاركتها في التحالف بعد كشف متطرف فرنسي ثان شارك في عملية الإعدام الجماعي التي نفذها «داعش» قبل أيام في حق جنود نظاميين ورهينة أجنبي. (للمزيد) وقال أردوغان للصحافيين في مطار أنقرة قبل بدئه جولة في أفريقيا، إن التحالف «لم يتخذ أياً من الخطوات التي طلبناها». وتزامن هذا الموقف مع زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي جون الان لأنقرة لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك، كما استبق زيارة نائب الرئيس الأميركي جون بايدن الذي سيلتقي رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو غداً وأردوغان بعد غد. وقال أردوغان إن «الأطراف لم تتخذ بعد خطوات حاسمة في شأن خطة تدريب وتجهيز» مقاتلي «الجيش السوري الحر». ونبّه إلى أن تركيا لن تغيّر موقفها إلا بعد الوفاء بهذه الشروط، مضيفاً: «بالطبع تركيا ستبقى على موقفها حتى اكتمال هذه العملية». وعشية زيارة بايدن أكد مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن اقتراح أنقرة إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في سورية «ليس على جدول الأعمال». وقلل من أهمية الخلافات بين البلدين. ونقل موقع «السفارة الأميركية في سورية» على «فايسبوك» عن كيري قوله أمس: «بعضهم يعتقد بأن الضربات الجوية ضد «داعش» في سورية سيكون لها تأثير عكسي وستساعد الديكتاتور الجاثم على صدر البلاد بشار الأسد، الذي أنتج بقمعه الوحشي أكبر كارثة إنسانية في هذا القرن. لكن هذا الافتراض قائم على قراءة خاطئة للواقع السياسي في سورية»، وزاد: «نظام الأسد وتنظيم داعش يعتمدان على بعضهما بعضاً، لهذا السبب قصف الأسد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة بلا هوادة بينما لا يفعل شيئاً تقريباً لعرقلة تقدم داعش. الأسد وداعش بينهما تبادل منفعة، لذا فإن الإستراتيجية التي اتبعناها بالتنسيق مع شركائنا، هي توفير الإمكانية لوجود خيار جديد للمعتدلين يستبعد الإرهابيين والأسد». إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلات التحالف شنت غارة على مدينة حارم في ريف ادلب «استهدفت منزلاً خالياً من السكان ما أدى إلى تدميره وسقوط مقاتلين من جبهة النصرة كانا قريبين من المبنى». ولفت إلى أن مقاتلي «الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين وجبهة النصرة سيطروا على قرى الجعارة وطاط وعقربا في ريف حلب الجنوبي، بعد اشتباكات مع قوات النظام». وأضاف أن «النصرة» فجرت سيارة في دمشق أمس. وأفاد «المرصد» عن مقتل «تسعة مدنيين بينهم امرأة وجرح 16 في قصف نفذه الطيران الحربي السوري على الرقة» شمال شرقي البلاد. في باريس، أعلن وزير الدفاع جان ايف لودريان أن فرنسا ستنشر ست طائرات «ميراج» في الأردن لتضاف إلى طائرات «رافال» التسع المتمركزة الآن في الإمارات للمشاركة في قصف «داعش». مجلس الأمن في نيويورك، حذر مجلس الأمن من ازدياد قوة شبكات تجنيد الإرهابيين وسهولة تنقلهم بين الدول وقدرتهم الكبيرة على الحصول على التمويل. وأعرب المجلس في بيان رئاسي صدر بإجماع أعضائه عن قلقه من أن عدد المقاتلين الإرهابيين الأجانب «تجاوز خمسة عشر ألفاً في سورية والعراق واليمن والصومال» ومناطق أخرى، مبدياً «القلق البالغ من توسع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية - داعش وجبهة النصرة وتأثيرهما على الوضع في سورية والعراق وباقي المنطقة بما في ذلك اعمال العنف التي ترتكبها وتأجيج التوترات الطائفية». ودعا الدول الى اتخاذ كل التدابير اللازمة لتنفيذ التزاماتها بموجب قرارات المجلس.