فتحت الإدارة الأميركية الباب لتدريب نحو 15 الفاً من مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة عشية سفر الجنرال جون آلن الى المنطقة، في وقت قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري إن الغارات على تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في سورية لا تساهم في بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم. وأكد وزير الخارجية الاميركي ان الحرب التي تخوضها الولاياتالمتحدة ضد «داعش» لا تساهم في بقاء الاسد في الحكم. وقال كيري في مقال لصحيفة «بوسطن غلوب»: «في هذه الحملة لا يتعلق الامر في مساعدة الأسد. نحن لسنا في الجانب ذاته الذي يقف فيه الاسد. فهو في الواقع العامل الذي اجتذب مقاتلين اجانب من عشرات البلدان الى سورية» قدموا للقتال مع تنظيم «الدولة الاسلامية». وكرر كيري ان الرئيس «الاسد فقد منذ وقت طويل كل شرعية» للبقاء في الحكم. ويأتي مقال كيري بعدما صرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لصحيفة «نيويورك تايمز»، قائلاً: «إن واشنطن اكدت له ان الضربات في سورية لن تستهدف نظام دمشق». وأضاف العبادي: «اجرينا حديثاً طويلاً مع اصدقائنا الاميركيين واكدوا ان هدفهم في سورية ليس زعزعة استقرار سورية» بل «تقليص قدرات» التنظيم. وزاد «ان الولاياتالمتحدة طلبت منه ارسال رسالة من طريق احد مستشاريه الى حكومة الاسد تفيد بأنها لن تكون هدفاً لأي ضربات». واكد ديبلوماسيون اميركيون هذا الاسبوع ان ادارتهم اختارت «طريقاً بديلاً» بين التنظيم المتطرف والنظام السوري من خلال قرارها تدريب وتسليح معارضين سوريين معتدلين يقاتلون الطرفين. وقال كيري ان هذه الجهود «ستساعد في ايجاد الشروط التي يمكن ان تؤدي الى تسوية تفاوضية تنهي النزاع». في المقابل، قال مسؤول أميركي ل «الحياة» إن آلن سيتوجه من نيويورك الى منطقة الشرق الاوسط، في جولة هي الاولى له منذ تعيينه في المنصب منذ أسبوعين حيث يبحث في دول الخليج والعراق في التحالف العسكري وتوزيع المهام الى جانب تدريب المعارضة السورية. وفيما رفض المسؤول ولأسباب أمنية تحديد يوم مغادرة آلن، علم انها تهدف الى متابعة «العمليات وقدرات التحالف وما يمكن أن تقدمه كل دولة». وستشمل الجولة الدول الأساسية المشاركة بينها السعودية والأردن والامارات. كما يتوقع أن يتابع آلن برنامج تجهيز المعارضة السورية وان تكون له محطتان في العراقوتركيا. ونفذت واشنطن حتى اليوم 200 ضربة عسكرية في العراق و43 في سورية. وقدر وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل كلفة الحرب بين 7 الى 10 ملايين دولار أميركي يومياً. وتتطرق زيارة آلن ايضاً الى موضوع تدريب المعارضة السورية، حيث ستكون الدفعة الاولى من خمسة آلاف مقاتل مع إمكانية ان تصل الى 15 ألفاً لاحقاً، بحسب رئيس هيئة الأركان مارتن ديمسي. وكان هاغل أكد أن وزارة الدفاع الأميركية أرسلت «فرق تقويم عسكرياً الى السعودية قبل بدء التدريب» وأنه يتم اعداد عملية تحقق في سجل المقاتلين للتأكد بأنهم «لا يشكلون تهديداً للضباط الأميركيين الذين سيدربونهم». ولم يحدد كم ستستهلك هذه المهمة. وقال هاغل: «لن نقول لهم من هي قيادتهم هذا الأمر هم يقررونه. انما يجب أن تكون هناك هيكلية تنظيمية واضحة». أما ديمسي، فأكد ضرورة أن تكون لهم «قيادة عسكرية تبقيهم معاً. وهيكلية سياسية يتطلعون اليها ويلبونها وهذا الأمر سيأخذ وقتاً». وأعاد هاغل التأكيد أن واشنطن ستحمي هذه القوة على الأرض «وأي هجوم على هؤلاء الذين دربناهم ويدعموننا سنأتي لمساعدتهم». وعن امكانية فرض حظر جوي وهو ما اقترحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أبدى ديمبسي انفتاحاً، قائلاً: «ان منطقة الحظر قد تكون محتملة في مرحلة ما انما ليست جزءاً من خطط الحملة اليوم». وستتطرق محطة آلن في تركيا لهذا الملف رغم الخلافات بين أنقرهوواشنطن حول التوقيت والموقف من بعض مجموعات المعارضة السورية وخصوصاً «جبهة النصرة». إذ اتهم السفير الأميركي السابق في أنقرة فرانسيس ريكاددوني تركيا ب «دعم القاعدة في سورية». وقال لعدد من الصحافيين ان الجانب التركي «عمل مع حركة أحرار الشام وجبهة النصرة لاعتقاده انه بذلك سيجعلهم اكثر اعتدالاً». وأكد ريكاددوني الذي غادر منصبه الربيع الفائت ان واشنطن أبلغت تركيا اعتراضها على ذلك من دون التوصل الى حل. وتواجه الادارة الاميركية معضلة في الضربات الجوية في سورية بسبب اعتراض مجموعات سورية معارضة في واشنطن مثل «المجلس السوري - الأميركي» على ضرب «جبهة النصرة». وفيما حاول اوباما وأردوغان ردم الهوة في لقائهما في نيويورك ما زالت الخلافات علنية. ومع تأكيد الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست انه «ليس من مصلحة اي دُولَة في المنطقة وتحديداً تركيا ان يكون هناك خلل في الاستقرار والعنف بسبب داعش وعلى عتبة الدولة التركية»، معتبراً ان هذا «يهدد استقرار تركيا».