تناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية خبر تصنيف المبتعث السعودي حسام زواوي ضمن قائمة «قادة الجيل المقبل» من قبل مجلة «تايم» الأميركية باعتباره «واحداً من أهم قيادات الصحة على المستوى العالمي». وتضم القائمة من العرب أيضاً التونسية إكرام بن سعيد رئيسة منظمة «أصوات نساء» التي تهدف إلى تعريف التونسيات بأهمية مشاركتهن في الحياة السياسية بعد الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. والزواوي (29 عاماً) طالب دكتوراه في علم الأحياء الدقيقة في «مركز الأبحاث السريرية» بجامعة «كوينزلاند» الأسترالية، ويقوم بدراسة الآلية التي تتطور فيها مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وتزايد الاهتمام به بعد تكريمه مرات عدة كان آخرها حصوله على جائزة «رولكس للمشاريع الطموحة» للعام 2014 التي تقدم إلى خمسة أشخاص كل عامين لدعم جهودهم في مواجهة التحديات الكبرى. ويؤدي الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، بحسب زواوي، إلى تزايد البكتيريا المقاومة أو ما يعرف ب«البكتيريا الخارقة» التي تتطور عبر تناول المنتجات الحيوانية المعالجة بالمضادات الحيوية أو عبر تناول المريض لهذه المضادات من دون استشارة الطبيب، ما قد يؤدي إلى تطور هذه البكتيريا في جسمه وتكيفها لتصبح أكثر مقاومة للمضادات الحيوية. ويعمل الزواوي على ابتكار طريقة جديدة للتحاليل الطبية تساعد في خفض المدة اللازمة للكشف السريع عن البكتيريا الخارقة في جسم الإنسان من 2-3 أيام إلى 3-4 ساعات فقط. كما يعمل الباحث منذ 3 سنوات على إنشاء شبكة تربط بين 7 مستشفيات في دول «مجلس التعاون الخليجي» للكشف المبكر عن البكتيريا الخارقة. وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية إهتماماً بالباحث زواوي بعد نشر مجلة «تايم» للمرة الأولى تغريدة باللغة العربية على «تويتر» قالت فيها: «تعرفوا إلى العالم السعودي الذي يكافح الجراثيم الخارقة». واحتفى المغردون بالإنجاز السعودي، وعبر الكثيرون عن فخرهم به، في حين انتقد بعضهم عدم إهتمام الإعلام العربي به. وتزامنأً مع ذلك، أطلقت الطبيبة والباحثة السعودية في «كلية هارفرد الطبية» ملاك عابد بالتعاون مع زواوي وآخرين صندوقاً لجمع تبرعات على الإنترنت للقيام بحملة توعية عن مخاطر البكتيريا الخارقة وإيصال هذه الأفكار إلى العامة. وغردت عابد على «تويتر» قائلة: «اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية باتت تشكل خطراً ملحاً، إلا أننا يمكننا القيام بشيء في هذا الخصوص»، مشيرة إلى أهمية التوعية بخطورة هذا النوع من البكتيريا.