أرجع باحث سعودي في علم الأحياء الدقيقة الإكلينيكية زيادة عدد الجراثيم الخارقة إلى الاستخدام الزائد وغير المبرر للمضادات الحيوية، وقال إن من أهم أسباب وجودها علاج الأمراض الفيروسية بالمضادات الحيوية، والتوقف عن تعاطيها بعد الشعور بالتحسن، خصوصا في المستشفيات، كون أنواعها من البكتيريا تغير محتواها الوراثي،فتصبح أكثر شراسة في إصابتها للمريض، مع مقاومة كبيرة لمعظم المضادات الحيوية. وأشار حسام مأمون زواوي المبتعث من وزارة الحرس الوطني للشؤون الصحية لدراسة الدكتوراة بجامعة كوينزلاند ببريسبان في أستراليا إلى أن التغيرات الجينية تحجب ظهور الجراثيم الخارقة في التحاليل الروتينية، مبينا أن دراسته تنصب على تطوير أدوات تشخيصية وطرق جديدة للكشف عن البكتيريا المقاومة بصورة أسرع، في غضون 3 إلى 4 ساعات، ما يسمح بالعلاج الموجه في المراحل المتقدمة من العدوى، وبالسيطرة على انتشار البكتيريا المقاومة بين المرضى، علما أن الاختبارات التشخيصية الحالية للكشف عن البكتيريا المقاومة تستغرق ما بين 48 و72 ساعة، مؤكدا أن بحثه عن الجراثيم الخارقة الذي بدأه في مارس 2011 وينتهي عام 2015، أثبت أن 68% من الصيدليات في أبو ظبي، و78% بالرياض تبيع مضادات حيوية، بلا مبرر ولا وصفة طبية في مخالفة للنظام. وقال الباحث حسام زواوي إن فكرة البحث بدأت بإنشاء شبكة من الباحثين على مستوى مجلس دول التعاون الخليجي في جامعة كوينزلاند في أستراليا، شارك فيها سبعة مستشفيات في البداية، فيما ازداد عدد المستشفيات الآن إلى العشرة، فتمت مباركة هذا البحث من قبل المركز الخليجي لمكافحة العدوى في وزارة الحرس الوطني. مشيرا إلى أنه يهدف من خلال هذا المشروع إلى التقليل من طول مدة تشخيص البكتيريا المقاومة للعدوى، والقضاء على الاستهلاك غير الصحيح للمضادة الحيوية في دول مجلس التعاون الخليجي. يذكر أن زواوي كرم من قبل وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري في مدينة برزبن في أستراليا خلال تخريج 1613 مبتعثا ومبتعثة من الدارسين في الجامعات الأسترالية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. كما حاز على جائزة رولكس الدولية للمشروعات الريادية قبل شهرين، عن ترصد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، ومنح الجائزة في حفل أقيم بالجمعية الملكية البريطانية في لندن يوم 24 يونيو 2014م.