«هل يجوز الترحم على الكفار»؟ كان هذا هو السؤال الصاعق الذي سقط على رأس من بدأوا من صبيحة الأمس، بالترحم على الراحل نلسون مانديلا. فالحدث الذي هز أرجاء المعمورة مستدعياً كل الأحداث التاريخية التي مرت ب«الأسمر الجنوب أفريقي»، لم يمر بالمنعطف «الإنساني» نفسه في السعودية. إذ تحول النقاش من مانديلا وقصة كفاحه الطويلة إلى نقاش متواصل حول جواز الترحم عليه من عدمه، ومع استدعاء لحوادث من تاريخه كانت أطراف أخرى تستدعي «الفتوى» تلو «الأخرى»، لتعزيز الرأي حول عدم جواز الترحم عليه، فضلاً عن أحاديث حول إقامة الداعية أحمد ديدات، الحجة على مانديلا بدعوته إلى الإسلام. لم يخلُ الحديث عن وفاة الشخصية الجنوب أفريقية العالمية من الهزل. إذ سرعان ما فتح السعوديون وسماً بمسمى: «لو كان نلسون مانديلا سعودياً»، وهو «هاشتاق» لم يقتصر على السعوديين. إذ انتشر بصيغ خليجية عدة، لكن السعوديين كانوا الأطرف في التعامل معه على طريقة «الكوميديا السوداء»، ليتم التعامل بوضوح مع قضية «العنصرية» تجاه أصحاب البشرة السوداء، وهو «التابو» الذي يشهد حساسية عالية عند الحديث عنه محلياً، وهو الأمر الذي عبّر عنه المغرد حسين العلك حين كتب معلقاً: «لقضى عمره يرد على أسئلة: انت حضري أم بدوي، قبيلي أم خضيري؟ سني ام شيعي!».