يصارع عدد كبير من سكان حي الحرازات (جنوب محافظة جدة) البقاء في مساكنهم التي تم بناؤها على أراض لا يمتلكون لها صكوكاً نظامية، ليقعوا تحت مظلة مخالفة الأنظمة والقوانين التي تفيد بعدم إيصال خدمة الكهرباء للأراضي التي لا يمتلك أصحابها صكوكاً عليها. ويبقى الملاذ الأخير للكثير من سكان حي الحرازات اللجوء إلى أصحاب الوحدات السكنية التي تحظى بوصول خدمة الكهرباء إليها، واقتسام الكهرباء معهم، وجلبه عبر أسلاك كهربائية تقطع مئات المترات، ليعيشوا بحفنة من الكهرباء المتقطعة بشكل متكرر. «الحياة» نفذت جولة على حي الحرازات والتقت بمجموعة من السكان، إذ أوضح المواطن علي غروي (35 عاماً) وهو يمتلك منزلاً في حي الحرازات، ولا يمتلك على أرض منزله صكاً رسمياً، أنه هجر منزله الذي يملكه وكلفه الكثير من المال لبنايته، وانتقل إلى حي الروابي ليستأجر شقة بكلفة 23 ألف ريال، لعدم استطاعته السكن في منزله لعدم توافر الكهرباء، مشيراً إلى أن المنازل الجاهزة للسكن والمهجورة في الحي تصل نسبتها تقريباً إلى 30 في المئة. وقال غروي إن حي الحرازات حي منظم، وتنفذ فيه مشاريع ضخمة وكبيرة تكفل له مستقبلاً جيداً، كما أن المخططات السكنية المنفذة فيه منظمة، إلا أن حوالى 70 في المئة من البنايات الموجودة في الحي لا تعمل لديهم الكهرباء، ويستعينون بمنازل أخرى تملك صكاً رسمياً وتوصل إليهم الكهرباء، ما يجعلهم يعيشون في شح شديد في استخدامهم الكهرباء، إذ «تستخدم أربعة إلى خمسة منازل عداداً كهربائياً واحداً، وبعض المنازل تكتفي بتشغيل جهاز مكيف واحد أو مكيفين للضغط الهائل على المولدات الكهربائية، وتردها مبالغ فواتير الكهرباء مرتفعة». وبيّن أن منازل كثيرة تضررت بحكم وصول خدمة الكهرباء إليها، لوقوعها بين منازل مهجورة وخاوية، ما يزيد نسبة السرقة وعدم أمان المنطقة أو التعايش، مشيراً إلى أنه لم يستفد من منزله المشيد في الحي، وهو يزوره بين فينة وأخرى للاطمئنان عليه والاستمتاع بمشاهدته فقط. وعن سبب تشييده منزلاً في حي الحرازات وبطريقة مخالفة، أفاد غروي بأنه لم يجد حلاً آخر يوفر له ولأبنائه المسكن، إذ إن راتبه يتراوح بين ثلاثة وأربعة آلاف ريال، ولم تتسن له فرصة جيدة لإيجاد مسكن يتناسب مع أوضاعه المادية سوى في حي الحرازات، مضيفاً أنه خلال الفترة المقبلة سيعمل على تسديد بعض ديونه ويعود إلى منزله ويستعمل مولداً كهربائياً خاصاً به. ولفت إلى أن لديه ثلاثة بنات وابنين، وهم في بداية حياتهم الدراسية، ولم يستطع توفير الكثير من الحاجات المعيشية لهم بسبب كلفة إيجار المنزل الذي يسكنه. ولا يختلف الأمر مع أيوب الغامدي (35 عاماً)، الذي يمتلك أرضاً في حي الحرازات منذ نحو أربعة أعوام، لكنه لم يشيد عليها منزلاً لعمله خارج مدينة جدة، مضيفاً «كنت أسكن في محافظة بيشة، وفور انتقالي إلى مدينة جدة منذ عام ونصف العام لم أستطع استئجار شقة للسكن فيها أنا وزوجتي وطفلاي، فلجأت إلى بناء منزل شعبي في أرضي الموجودة في الحرازات». ولفت إلى أن منزله يحظى بخدمة الكهرباء ولكن بطريقة مخالفة، وذلك من خلال المنزل الكامن بجواره، «أدفع لجاري مبلغاً مقطوعاً كل شهر وهو يبلغ 300 ريال، وهو يقدم لي معروفاً كبيراً لإيصاله الكهرباء إلى منزلي». وأشار إلى وجود محسوبيات في شأن إيصال خدمة الكهرباء لبعض البنايات، إذ إن محال تجارية ومنازل تقع على أراض لا تمتلك صكوكاً نظامية، وتم تشييدها حديثاً، وتصلها الخدمة. وطالب الغامدي تدخلاً فورياً من إمارة منطقة مكةالمكرمة لإيجاد حل جذري وسريع، ينهي معاناة السكان.