لم يرتق أداء منتخبي قطروالبحرين إلى الأداء المأمول، لاسيما أن الفوز يهمهما غير أن الحذر ساد مجريات الشوط الأول، فالتحفظ طغى على أدائهما، خصوصاً من الجانب البحريني، ما تسبب في غياب الفاعلية الهجومية والمساندة الحقيقية لصناعة فرص أمام المرمى، وعلى رغم ذلك التحفظ، إلا أن المنتخب البحريني ناوش باكراً، إذ وصل إلى مرمى قاسم برهان في فرصتين عن طريق عبدالله عمر وإسماعيل عبداللطيف، وسرعان ما نظم مدرب «العنابي» جمال بلماضي صفوفه في منطقة الدفاع، ومن ثم استحوذ على الكرات وفرض المنتخب القطري هويته، وسجل تفوقاً ملحوظاً من حيث السيطرة، وكاد يسجل هدف السبق لولا تمكن حارس منتخب البحرين سيد محمد جعفر من التصدي لرأسية عبدالقادر الياس (24). أعطت هذه الفرصة الثقة للاعبي «العنابي» في السيطرة على ما تبقى من دقائق اللقاء، وإن كانت تلك السيطرة لم تسفر عن أهداف، بفضل إجادة لاعبي المنتصف في المنتخب البحريني للتغطية اللصيقة والقراءة الجيدة لتمريرات لاعبي المنتخب القطري. وظهرت الحماسة بشكل كبير في مطلع الشوط الثاني، إذ شرع المنتخبان في الاعتماد على الهجوم المباشر، وأضاع إسماعيل عبداللطيف فرصة هدف محقق إثر انفراد من مرتدة اعتلت العارضة لمرمى منتخب قطر (47)، وجاء الرد بفرصة ثمينة ل«العنابي» عن طريق إسماعيل محمد، نجح الحارس البحريني في التصدي لها (48)، وكاد يسجل عبدالقادر الياس في الدقيقة نفسها هدفاً من رأسية مرت بجانب القائم الأيسر لمرمى المنتخب «الأحمر». وسعى مدرب منتخب البحرين عيد مرجان لترتيب أوراق لاعبيه المدافعين، وبرزت شخصيته الفنية من خلال إجادة محمد حسين وعبدالله عبده وعبدالله الهزاع وعبدالوهاب المالود وسيد أحمد كريمي، وهدد المنتخب البحريني مرمى نظيره بكرة مرت من أمام المهاجمين بعدما أرسل عبدالله عمر كرة ثابتة من الجهة اليمنى (57). وشن القطريون هجمة منظمة غيروا في بنائها من العمق والأطراف حتى وصلت إلى إسماعيل محمد، إلا أن التدخل الدفاعي البحريني في الوقت المناسب أبطل فرصة هدف ل«العنابي»، وأشرك بالماضي اللاعب عبدالعزيز حاتم بدلاً من علي أسد، لتعزيز دور المحور الارتكازي للخروج بنقطة التعادل على الأقل، وزج مرجان باللاعب سيد ضياء بدلاً من عبدالله عمر تفعيلاً لدور لاعبي الوسط، وأضاع قبلها المنتخب البحريني فرصة هدف مؤكد من انفراد تام واجه من خلاله اللاعب سامي الحسيني مرمى قطر وسدد بعيداً (64). وتحسن الأداء الفني كثيراً، إذ قدم المنتخبان أداءً مثالياً، فالإثارة كانت حاضرة جراء الهجوم المتبادل، المُعتمد على السرعة في النقل من الأطراف والاختراقات، واستنفد مدرب منتخب قطر تغييراته بإشراكه خوخي بوعلام والمدافع محمد موسى، وتواصلت الفرص وكان أثمنها وأخطرها ل«العنابي» وأبرزها فرصة عبدالكريم حسن (79)، وتصويبة عبدالعزيز حاتم التي مرت بجوار القائم الأيمن للمنتخب البحريني (83)، وأنقذ خوخي بوعلام مرمى منتخب قطر من فرصة هدف محقق، حينما أخرج الكرة من خط المرمى (85).