يبدو أن العلاقة بين مدرب الهلال سامي الجابر وجماهير ناديه دخلت منعطفاً ساخناً هو الأصعب منذ توليه إدارة دفة الأمور الفنية في الفريق «الأزرق»، وخصوصاً بعد الخسارة الأخيرة أمام الغريم التقليدي النصر في «دربي» العاصمة في الجولة ال10 من الدوري، الأداء الباهت الذي قدمه لاعبوه، تسبب في فقدان الصدارة ليخطفها الجار النصر. رد الفعل جاء سريعاً من المدرب الوطني الذي أمر بإغلاق التدريبات أمام الجماهير في خطوة فسرها الكثيرون بمحاولة الهرب من الحقيقة ومواجهة غضب الجماهير الساخطة على منهجية مدربها وأداء لاعبيه. الهلال عانى في الموسم الكروي الحالي تباين الأداء الفني في المباريات، إذ يقدم أداءً لافتاً ليسجل حضوراً فنياً مميزاً على أرضية الميدان، ويحقق الانتصار ويحصد النقاط الثلاث، قبل أن يعود لتقديم أداء ضعيف لا يرضي طموحات عشاق ومحبي النادي فيخسر في شكل غريب، ما يرسم أكثر من علامة استفهام، لتتجه بعدها سهام النقد صوب المدرب سامي الجابر الذي يقف عاجزاً أمام كثرة الأخطاء في الخطوط الخلفية. القاسم المشترك في تردي نتائج الفريق في بعض لقاءات الموسم الجاري هو الأخطاء البدائية التي يقع فيها حارس الهلال عبدالله السديري ولاعبو خط الدفاع التي جعلت الفرق تصل إلى الشباك الزرقاء من أقصر الطرق، ففي أكثر من مواجهة تسبب السديري في ولوج أهداف سهلة في مرماه بخروجه الخاطئ من بين الخشبات الثلاث إضافة إلى عدم قدرته على التفاهم مع زملائه المدافعين، كما أن الثغرات الواضحة والهفوات الدائمة في الجدار الخلفي باتت السمة الأبرز في أداء الفريق «الأزرق»، فكرة طويلة بإمكانها أن تضرب عمق الدفاع الأزرق لتسبب إرباكاً كبيراً للاعبيه، ما يدفعهم إلى التردد في التعاطي معها وإبعادها، ليكشفوا للمتابعين عن حقيقة ما يعانونه. وعلى رغم اعتراف سامي بالهفوات الدفاعية وفداحة الثمن الناتج عنها، إلا أنها ما زالت تتكرر من مباراة إلى أخرى، ما يضع ال«كوتش» في قفص الاتهام عاجزاً أيضاً عن التبرير وهو يرى ضعف أداء حارسه ومدافعيه على رغم سلسلة التغييرات التي يجريها على خريطة الفريق التي لم تسهم حتى الآن في معالجة الخلل. في المقابل تقلق تلك الأوضاع الجماهير وتخيفهم على مستقبل الفريق، وباستثناء لقاء الهلال بالشباب والاتحاد، غابت القناعة الجماهيرية عن المستويات التي يقدمها الفريق «الأزرق»، وخصوصاً أنه كسب بعدهما مواجهتي التعاون ونجران بصعوبة بالغة، فيما خسر أمام الرائد على أرضه وبين جماهيره، وتلقى خسارته الثانية في الدوري أمام النصر الإثنين الماضي في واحدة من أسوأ مباريات الفريق هذا الموسم. المحترف البرازيلي تياغو نيفيز والهداف ناصر الشمراني أنقذا مدرب الجابر في كثير من المواجهات، وأسهما في وصول الفريق إلى وصافة الترتيب بفعل أهدافهما ال15 من مجموع 24 سجلت في المباريات كافة، فيما انتقد المحللون الأداء الفني الذي ظهر به لاعبون مثل محمد الشلهوب أو نواف العابد أو عادل هرماش أو سالم الدوسري في عدد من المباريات. في المقابل ما يزال المحترف الأكوادوري كاستلو بعيداً عن إثبات قيمته الفنية داخل الملعب محاكياً تجربة سابقه الكولمبي غوستافو الذي مثل الفريق الموسم الماضي. بين الأخطاء البدائية والمستويات اللافتتة تتأرجح بوصلة الهلال، وعلى رغم أن فرصته في خطف اللقب ما تزال قائمة وحلوله في وصافة الترتيب، إلا أن ارتفاع حدة المطالبات الجماهيرية يعني زيادة الضغوط على الجابر، ما يعزز حاجته إلى تحديد المشكلات واستخلاص الحلول، أو مواجهة الغضب الذي قد يقوده إلى توديع منصبه واستبداله بخيار أجنبي بحثاً عن تحسين وضع الفريق الذي تنتظره مشاركات كروية مهمة يأتي في مقدمها البطولة القارية.