ظهرت امس رموز سلفية جهادية علناً، وللمرة الأولى، في الضفة الغربية، في جنازات ثلاثة شبان استشهدوا في هجوم إسرائيلي استهدفهم جنوب مدينة الخليل ليل الثلثاء - الأربعاء. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية ل»الحياة» ان الشبان الثلاثة هم أفراد مجموعة مسلحة تأسست حديثاً في الخليل، جنوبالضفة الغربية، وتنتمي الى تيار «السلفية الجهادية» الذي يستلهم فكر «القاعدة». وقالت المصادر ان أجهزة الأمن الفلسطينية شنت الشهر الماضي حملة استهدفت مجموعات من «السلفية الجهادية»، بعدما أخذت في تنظيم نفسها والحصول على السلاح. وذكرت ان حصيلة المعتقلين في الحملة بلغت 22 شخصاً، مشيرة الى ان افراد المجموعة الثلاثة الذين قتلهم الجيش الاسرائيلي في الهجوم كانوا مطلوبين لدى اجهزة الأمن الفلسطينية، لكنهم تمكنوا من الافلات والهرب. وشيعت جماهير غفيرة في مدينة الخليل وبلدة يطا المجاورة الشبان الثلاثة، وهم كل محمد نيروخ (29 عاما) ومحمود النجار ( 23 عاما) وموسى مخامرة (22 عاما). وكان قائد المجموعة محمد نيروخ احد اعضاء حركة «حماس» اعتقل في 2003 وحكم عليه بالسجن ست سنوات لانتمائه الى «كتائب عز الدين القسام» الجناج العسكري للحركة. لكنه استقل عن «حماس» قبل اربع سنوات بعدما تبنى الفكر السلفي الجهادي، وأخذ يروج له في اوساط السلفيين الدعويين في المنطقة. وأفادت مصادر امنية فلسطينية ان نيروخ بدأ، في الآونة الأخيرة، يعمل على تنظيم مجموعات مسلحة ويعد للقيام بهجمات. وأكدت عائلة نيروخ ان ابنها كان ينتمي الى «السلفية الجهادية» ويؤيد تنظيم «القاعدة». وقال شقيقه عبيد الله: «كان محمد ينتمي الى حركة حماس، لكنه تحول الى السلفية قبل أربعة أعوام احتجاجاً على عدم تطبيق حكومة حماس الشريعة الاسلامية». ورفعت اعلام التيار السلفي السوداء في جنازة محمود وموسى في بلدة يطا. ولف جثمانيهما أيضا بالاعلام السوداء. اما نيروخ فلف جثمانه بعلم حركة «حماس» حيث شارك المئات من رفاقه السابقين في الحركة في تشييع جثمانه. وهتف المشاركون في الجنازات مطالبين بالانتقام. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها وجود مجموعات سلفية جهادية تستلهم فكر «القاعدة» في الضفة الغربية، علماً أن مجموعات سلفية جهادية تنشط في قطاع غزة يقدر عدد أفرادها بالمئات. وأفادت مصدر أمنية في غزة ل»الحياة» بأن 27 سلفياً غادروا قطاع غزة الى سورية هذا العام للمشاركة في العمليات العسكرية ضد النظام، قتل منهم سبعة، بينهم ثلاثة في عمليات انتحارية.