علمت «الحياة» أن مجموعة من خمسة أفراد هي التي خطفت المتضامن الايطالي فيتوريو أريغوني في قطاع غزة وقتلته، وان هؤلاء ينتمون الى عدد من الجماعات السلفية الجهادية المتطرفة التي تتبنى فكر تنظيم «القاعدة». وكشفت مصادر ل «الحياة» في لندن ان «أفراد المجموعة ينتمون الى ثلاث مجموعات سلفية هي التوحيد والجهاد، وجيش الاسلام، وجلجلت». واوضحت ان أحد أفراد المجموعة التي تلاحقها أجهزة الأمن في غزة هو أردني وصل الى القطاع عبر أنفاق التهريب، مضيفة أن أجهزة الأمن «أغلقت الأنفاق من الجانب الفلسطيني تماماً في أعقاب وقوع الجريمة خشية أن يتمكن بقية أفراد المجموعة من الهروب الى الأراضي المصرية». واشارت الى أن أجهزة الأمن «شنت حملة اعتقالات في صفوف المجموعات السلفية» في القطاع التي يقدر عدد عناصرها بالمئات. وفي غزة، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة «حماس» في بيان امس ان أجهزة الأمن «تمكنت من اعتقال اثنين من المشتبه بهم»، مضيفة أنهما «يخضعان للتحقيق»، وان ملاحقة باقي المجموعة المتورطة في الجريمة مستمرة. واتهم قيادي بارز في «حماس» جهات غير فلسطينية بالوقوف وراء الجريمة، وقال ل «الحياة» في القاهرة: «إن إسرائيل ليست بعيدة إطلاقاً عن هذه الجريمة» التي اعتبرها «رسالة تهديد لناشطي السلام وللمتضامنين مع قطاع غزة لقطع الطريق عليهم ووضع حد لقدومهم باعتبار أن غزة لم تعد آمنة... ثم إنها محاولة للفت أنظار العالم إلى أن قطاع غزة أصبح بؤرة إرهاب ويجب اتخاذ إجراءات تجاهها، وذلك بالإسراع في توجيه ضربة عسكرية ستكون مبررة». وشدد على أن من يقفون وراء الجريمة لم يكن هدفهم التبادل كما ادعوا لأنهم قتلوه بعد ساعات قليلة من خطفه، ولم ينتظروا مرور المهلة التي حددوها، وهي 30 ساعة، لافتاً إلى أن تنظيم «الجهاد والتوحيد» السلفي أعلن براءته من هذه الجريمة. وكانت جماعات سلفية مختلفة، بينها «الجهاد والتوحيد»، نفت مسؤوليتها عن عملية خطف أريغوني وقتله. رغم ذلك، اتهم أحد القيادات السلفية في غزة «أبو حمزة المهاجر» امس «مقربين من زعيم تنظيم التوحيد والجهاد الشيخ أبو الوليد المقدسي المعتقل لدى حماس» منذ نحو شهرين. وقال للموقع الالكتروني «فلسطين اليوم» التابع لحركة «الجهاد الاسلامي» ان الجريمة «عمل شخصي لا يتحمل مسؤوليته أي من الجماعات»، مشدداً على ضرورة أن «تقوم حماس بخطوات للإفراج عن قيادات وعناصر الجماعات السلفية تفادياً لأحداث فردية أخرى قد تقع» مستقبلا. وأشار الى أن عدداً كبيراً من قادة الجماعات وعناصرها لا زال معتقلا في سجون تتبع حكومة غزة، على رأسه «أبو الوليد المقدسي»، و«أبو المعتصم المقدسي»، و«أبو حمزة المقدسي». في هذه الاثناء، كشفت والدة الناشط الايطالي القتيل ان أبنها «تلقى تهديداً بالقتل من موقع (الكتروني) أميركي يميني متطرف قبل عامين بسبب الصور التي يعرضها والوشم الذي يدل على حبّه للفلسطينيين وقضيتهم». ونقلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن أغيديا براتا قولها إن «فيتوريو وصل إلى إسرائيل للمرة الأولى قبل تسع سنوات بطريق الصدفة»، وأنه أخبرها أنه «أحس كمن أُصيب بصعقة عندما وصل إلى القدسالمحتلة». وشددت على انها «غير نادمة على وجوده طوال تلك الفترة هناك»، مؤكدة أنها ستبحر الى غزة ضمن «أسطول الحرية 2» منتصف الشهر المقبل. ونقلت وسائل إعلام ايطالية عنها قولها: «أريد أن أرى غزة التي آمن أبني بها وضحى من أجلها وأقابل أهلها الطيبين الذين طالما حدثني عنهم، وكي أؤكد لهم أن مسيرة فيتوريو ستتواصل، وأن عدداً من أصدقائه سيكملون مشواره». في الوقت نفسه، وصلت زوجة الناشط الايطالي القتيل كلوديا ميلان الى القاهرة امس حيث كان في استقبالها كل من القيادي في «حماس» أيمن طه والناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو. ومن المفترض أن تغادر إلى غزة اليوم عبر معبر رفح لاستلام جثمان زوجها. وعلم أن هناك استعدادات لاستقبال رسمي وجماهيري لها.