أعلن رئيس البرلمان التركي جميل جيجاك من بغداد أمس تضامن بلاده مع العراق «في تحدي الإرهاب»، واعتبر أن «العراقوتركيا يشكلان مفتاحين للمنطقة»، فيما أشار نظيره العراقي أسامة النجيفي إلى أن «الشرق الأوسط يمر بمرحلة حرجة» ودعا إلى الخروج من «فترة الاحتقان والاقتتال». ووصل جيجاك صباح أمس إلى بغداد في زيارة رسمية تستمر أياماً، وتأتي بعد أكثر من أسبوعين على زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى العراق في إطار إعادة تطبيع العلاقات بين الطرفين بعد شهور من الجفاء والتصريحات المتشنجة المتبادلة. وقال جيجاك في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي إن «تركياوالعراق يشكلان مفتاحين للمنطقة ومن الضروري أن يتباحثا من أجل أمن المنطقة واستقرارها»، مبيناً أن «هناك مسؤوليات تقع على عاتق المجلسين ونحن نقوم بهذه الزيارة من هذه الزاوية». وأضاف أن «هناك مع الأسف مسألة مهمة جداً تنعكس سلباً على المنطقة، كقضية الإرهاب»، موضحاً «نحن في تركيا نلعن أشكال الإرهاب وعملياته كافة». وأشار جيجاك إلى أن «الكثير من الابرياء يسقطون في سورية»، معتبراً أن ما يحصل في سورية «لا يؤثر على الشعب السوري فقط بل على العراقوتركيا». وأضاف أن «هناك الكثير من الإمكانات والاسباب لتحسين العلاقات بين العراقوتركيا وجعلها من العلاقات المرموقة». من جهته، وصف النجيفي زيارة جيجاك بأنها تاريخية، إذ تأتي «بعد فتور في العلاقات لفترة من الزمن، وهي مرحب بها وسترسخ العلاقات بين البلدين». وأضاف أن محادثاتهما تركزت على «إعادة العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها والتعاون على مكافحة الإرهاب والتطرف والاحتقان وتشكيل لجان فرعية من البلدين لمتابعة مشكلة المياه». وتابع النجيفي أن «البلدين رحبا بالاتفاق الذي جرى بين إيران والدول الست في شأن الملف النووي الايراني والذي سينعكس إيجاباً على الأوضاع في المنطقة بشكل عام، وتم التطرق إلى الأزمة السورية وحلها بشكل سلمي وواقعي لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة وبما يضمن الأمن والاستقرار للشعب السوري ولعموم المنطقة». وأشار رئيس البرلمان العراقي إلى أن «الفترة الحالية للشرق الأوسط حرجة، وهي اختبار لكل قيادات المنطقة وهل نستطيع أن نخرج من فترة الأزمة والاحتقان والاقتتال إلى طور جديد من السلم والتعاون والاستقرار». في هذه الأثناء رحبت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي بزيارة جيجاك، واعتبرتها «خطوة في الاتجاه الصحيح». وقال عضو اللجنة أركان زيباري ل «الحياة»، إن «اعادة العلاقات الى طبيعتها مع تركيا ينعكس ايجاباً على كل المنطقة التي تشهد توتراً كبيراً لم تشهده من قبل». وأشار زيباري إلى أن «زيارة رئيس البرلمان التركي والزيارات الأخرى المتبادلة هي خطوات في الاتجاه الصحيح لتقريب وجهات النظر بين بغداد وأنقرة وازالة اسباب التوتر وبحث المشكلات الأخرى التي تعاني منها المنطقة وفي مقدمها المشكلة السورية».