كشفت مصادر يمنية عن هوية الانتحاري من تنظيم «القاعدة» الذي فجر نفسه بحزام ناسف في صفوف سرية من قوات الأمن المركزي والجيش أول من أمس في ساحة الاستعراض العسكري في ميدان السبعين بصنعاء، وقالت إنه يدعى أمير الدين علي الورافي من محافظة حجة (شمال غربي العاصمة) وسبق أن اعتقله جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) في 2006 على خلفية تورطه في التخطيط لأعمال إرهابية، ثم أُفرج عنه بعد عام ضمن مجموعة من المعتقلين. وفيما لم تؤكد السلطات الرسمية هذه المعلومات، أوضحت المصادر أن الورافي هو نجل خطيب سابق لأحد مساجد صنعاء. وكان التفجير الانتحاري أسفر عن مقتل أكثر من 100 جندي وجرح ما يزيد عن 300 آخرين. وأجري أمس العرض العسكري لمناسبة الذكرى الثانية والعشرين للوحدة اليمنية في ميدان كلية الطيران والدفاع الجوي المجاورة لمنزل الرئيس عبد ربه منصور هادي في شارع الستين الغربي بحضور الرئيس وكبار قيادات الدولة وأركان الجيش والأمن وسط إجراءات أمنية مشددة. وكانت مصادر أمنية تحدثت أمس عن إحباط أجهزة الاستخبارات العسكرية والأمنية أربع محاولات أخرى لتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات المشاركة في العرض العسكري، وقالت إنه جرى اعتقال انتحاريين كانا يرتديان زياً عسكرياً بعد دقائق على تفجير ميدان السبعين، وتبين أنهما يرتديان حزامين ناسفين يزن كل منهما نحو 13 كيلوغراماً. وأضافت أن انتحاريين آخرين أوقفا صباح أمس بالقرب من جولة شارع الستين وهما على دراجتين ناريتين، وكانا يستعدان لتفجير نفسيهما قرب حافلات للجيش تقل جنوداً مشاركين في الاستعراض. وكان تنظيم «القاعدة» اعترف بمسؤوليته عن التفجير الانتحاري، وقال في بيان وزع على شبكة الإنترنت إن الهجوم «كان يستهدف وزير الدفاع وقادة الحرب المتعاونين مع الأميركيين في قتل المجاهدين» في محافظة أبين (جنوب البلاد)، من دون أن يعلن هوية الانتحاري. وفي هذا السياق أكدت مصادر ديبلوماسية في صنعاء أن الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية باتت بعد مجزرة «ميدان السبعين» أكثر اقتناعاً بأن اليمن يواجه تحدياً خطيراً من «القاعدة» وترغب في تقديم الدعم الذي يمكن اليمن من مواجهة هذا التحدي. وقالت المصادر ل «الحياة» إن الدول الكبرى ربما تفكر جدياً في إرسال قوات مدربة لقتال «القاعدة» إلى جانب الجيش اليمني الذي لا يزال منقسماً ولا يخضع لقيادة موحدة. إلى ذلك قالت مصادر حكومية يمنية متطابقة إن قرار الرئيس اليمني أول من أمس، تعيين وكيل لجهاز الأمن القومي (الاستخبارات) للشؤون الخارجية عنى إقصاء العميد عمار محمد عبدالله صالح، ابن شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي كان يحتل هذا المنصب منذ تأسيس الجهاز قبل نحو عشر سنوات. وأكدت أن العميد عمار سلم منصبه إلى خلفه اللواء محمد جميع الخضر بعد ساعات من صدور القرار، وأن عملية التسليم أجريت بسلاسة. من جهة ثانية، عثر مواطنون في منطقة حدة جنوب العاصمة صنعاء أمس على جثة شرطي إسباني يعمل حارساً لمبنى السفارة الإسبانية بصنعاء وفيها أثار رصاص. وقالت مصادر أمنية إن مجهولين كانوا خطفوا الشرطي بينما كان في طريقه إلى مطار صنعاء الخميس الماضي متوجهاً إلى بلاده في إجازة. وعلى صعيد آخر، قتل يهودي يمني يدعى هارون زنداني (50 عاما) طعنا بالسكين بيد يمني مسلم في صنعاء امس، ودعا الحاخام يحيى يوسف السلطات اليمنية الى حماية ابناء طائفته. ويعتبر القتيل زنداني من اعيان اليهود في اليمن ومن النازحين من محافظة صعدة الشمالية والمقيمين في المدينة السياحية بصنعاء على نفقة الدولة. وقال نجله يحيى ان والده «تعرض للطعن في سوق سعوان القريب من السفارة الاميركية شمال شرق مدينة صنعاء»، مشيرا الى انه «اصيب بطعنة في الرقبة واخرى في البطن». واضاف ان القاتل «معروف وكان يدعي ان والدي قطع رزقه واستعمل السحر ضده».