أثارت ملامح النص الشعري الحديث في السعودية نقاشاً واسعاً في صالون نادي تبوك الثقافي، متوقفين عند الشاعر الراحل محمد الثبيتي الذي يمثل أحد أركان الشعر السعودي الحديث. وتمثلت ملامح هذا الشعر في الجانب الاحتمالي واللغة الشعرية والدلالات المتشظية وطاقتها اللانهائية، وفقاً إلى الورقة التي قدمها الشاعر زاهر البارقي وأدارها إبراهيم الفندل أخيراً. وقال البارقي: «إن الشاعر الثبيتي يعتبر من رواد قصيدة التفعيلة السعودية ومن أبرز ناظميها في العصر الحديث على المستوى العربي»، مضيفاً أن «من يتأمل النص الشعري عند الثبيتي يجد عمق طاقته التخيلية واتساعها واختياره لمفردات غريبة». ومن الظواهر في لغته الشعرية بحسب الورقة، كثافة الصورة بمختلف ألوانها والإحالة. واختتم البارقي بقوله: «إن القصيدة عند الثبيتي سؤال مستمر». وفي المداخلات تحدث الدكتور موسى العبيدان عن بعض المواضيع الجاذبة في شعر الثبيتي، وأولها مسألة التفعيلة وهي التي مكنته من الإبداع، إذ تجلى إبداعه كما يرى في اختيار هذه القوالب التي تصل إلى الناس، مضيفاً أنه لاحظ الانزياح وهو الابتعاد عن نقطة الصفر، أي تكون الجملة واقعية ويجعلها الانزياح أكثر تخيلاً، مشيراً إلى مسألة أخرى وهي نظم الجملة (العلاقات الاستبدالية) وهذه سمة جوهرية في نصوص الثبيتي، إضافة إلى طرح الصور والألفاظ غير المتوقعة. وأشار الدكتور نايف الجهني إلى مسألة الرمز في شعر الثبيتي، وأن لشعره سحراً وجاذبية من خلال الثقة في العبارة الشعرية، وإحداث التقارب والتباعد في وقت واحد.