تجددت في العاصمة الليبية طرابلس التظاهرات الرافضة لوجود كافة مظاهر التسلح وتشكيلات المليشيات، رافقها انتشار أمني كثيف. وتجمع المتظاهرون في حشود كبيرة عقب صلاة الجمعة أمام مسجد القدس القريب من وسط العاصمة، وهم يرددون الهتافات المناوئة للمليشيات من الثوار السابقين، وخصوصاً الآتين من مدن بعيدة من طرابلس. وأعلن المتظاهرون رفضهم "مسرحية يوم أمس، التي أعلن خلالها عن إخلاء مقرات لتلك المليشيات، وانتقالها إلى مراكز أخرى"، مؤكدين أن "المطلوب هو حل هذه المليشيات بصورة كاملة، وليس نقلها من مكان إلى آخر". وطالبوا في هتافاتهم واللافتات التي حملوها ب"رحيل حكومة علي زيدان"، وحمّلوه مسؤولية "تدهور الأوضاع الأمنية ليس في طرابلس فحسب، وإنما في جميع أنحاء ليبيا". وأعلن رئيس المجلس المحلي لطرابلس السادات البدري، أن "الاعتصام سيستمر ولو لمدة عام، إلى حين تفكيك ورحيل كل الميليشات والكتائب المسلحة عن العاصمة بصورة نهائية". وأكد السادات الذي يتزعم هذا الحراك الشعبي، أن "المجلس المحلي لطرابلس يراقب ويرصد عمليات إخلاء مواقع المسلحين، وسيعلن رسمياً عن مدى صحة ذلك، ومدى التزامها بقرار البرلمان بمغادرتها العاصمة نهائياً". وقال إن "خروج الكتائب المسلحة من طرابلس، لا يعني نقلها من معسكر إلى آخر"، داعيا أهالي العاصمة وساكنيها إلى "الاستمرار في هذا الحراك، وعدم التوقف عن العصيان المدني، إلى حين التأكد من تنفيذ قرار البرلمان".