خطف مجهولون أمس نائب رئيس المخابرات الليبية مصطفى نوح في طرابلس. وقال مصدر أمني، رافضا الكشف عن اسمه، "لقد خطف نائب رئيس المخابرات بعيد وصوله إلى طرابلس قادما من رحلة في الخارج". وأعلنت قناة الأحرار الليبية الخاصة عن خطف نوح نقلا عن مصادر متطابقة، كما أكد مصدر في المخابرات الليبية "اختفاء" هذا المسؤول. ويأتي خطف نوح المتحدر من مصراتة (شرق) على خلفية توترات بين مجموعات مسلحة من مصراتة وطرابلس غداة مواجهات دامية بين المجموعتين. واقتحم عشرات المتظاهرين أمس دون عنف، قاعة المؤتمر الوطني العام أعلى سلطة في ليبيا للمطالبة برحيل الميليشيات عن العاصمة طرابلس. وقال أحد المتظاهرين "نطالب بقرارات جريئة من المؤتمر لإنهاء وجود الميليشيات في العاصمة" مضيفا "جئنا للضغط على المؤتمر دون عنف". في غضون ذلك، دعا كبار مسؤولي مدينة طرابلس الليبية أمس إلى تنظيم احتجاجات في الشوارع وإغلاق المحلات التجارية والمدارس والجامعات للضغط على الحكومة لطرد رجال الميليشيات الذين تلقي عليهم بالمسؤولية في اشتباكات أودت بحياة 45 شخصا على الأقل منذ الجمعة الماضي. وقال رئيس المجلس المحلي لطرابلس سعدات البدري، إن كبار مسؤولي المدينة يريدون أن تغادر جميع المجموعات المسلحة من خارج العاصمة، وطالبوا بإجراء تحقيق بأعمال العنف التي اندلعت الجمعة، وأضاف أن المدينة بدأت من أمس إضرابا معلنا يستمر ثلاثة أيام لكنه سيستمر إذا لم تلب المطالب، وتابع أنه لا تفاوض مع الميليشيات لأن الأمور واضحة وزعماء المدينة يريدون قرارا من الحكومة حيال المشكلة، وسيكون من الصعب على حكومة زيدان دعم هذه المطالب المناهضة للميليشيات القوية جيدة التسليح خاصة وأن قواتها المسلحة الحديثة التشكيل لا تزال تتدرب بمساعدة الولاياتالمتحدة وشركائها في حلف شمال الأطلسي، وقد خطف زيدان نفسه الشهر الماضي على أيدي ميليشيات تدفع الحكومة رواتبها لكن أفرج عنه دون أن يلحق به أذى بعد ساعات قلائل. وأغلقت الكثير من المتاجر والمدارس والجامعات في العاصمة أمس وهو يوم عمل عادي في ليبيا، وأغلق البعض كذلك في المناطق المجاورة، وأقام السكان حواجز معدنية ومن الخشب وإطارات السيارات وانضموا للاحتجاجات. وكثيرا ما تعين الحكومة رجال الميليشيات والمقاتلين السابقين لحماية الوزارات والمقرات الحكومية، لكن المسلحين يظلون موالين لقادتهم أو للقبائل ويحاربون للسيطرة على مناطق محلية. وتبذل القوات المسلحة التابعة للحكومة الليبية برئاسة علي زيدان جهودا مضنية للسيطرة على ميليشيات ومسلحين إسلاميين ومقاتلين سابقين آخرين يرفضون تسليم أسلحتهم بعد عامين من المساعدة في خلع الزعيم الراحل معمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي. واندلعت الاشتباكات يوم الجمعة عندما فتح مقاتلو ميليشيا من مدينة مصراتة النار على محتجين قاموا بمسيرة إلى مقر كتيبتهم في طرابلس للمطالبة برحيلهم، وقتل عشرات الأشخاص في مصادمات تالية في شوارع طرابلس أوقعت أكبر عدد من القتلى في العاصمة منذ سقوط القذافي، واشتبك مسلحو مصراتة وميليشيات متنافسة مرة أخرى أمس السبت شرقي العاصمة مما أدى إلى مقتل شخص آخر.