اقتحمت قوات مشتركة من الجيش والأمن في اليمن أمس مخابئ لتنظيم «القاعدة» في مدينة الشحر التابعة لمحافظة حضرموت (شرق) وأسفرت العملية التي سبقتها اشتباكات عنيفة عن مقتل عنصرين من التنظيم، أحدهما سعودي وسقوط ضابط برتبة عقيد وجنديين. وقالت مصادر محلية وأمنية ل «الحياة» إن «اشتباكات عنيفة نشبت فجر أمس بين قوات الأمن ومسلحي القاعدة وسط مدينة الشحر ما أدى إلى دخول وحدات من الجيش على خط المواجهة مستعينة بالمروحيات العسكرية»، مؤكدةً: «أن المواجهات أفضت إلى محاصرة عدد من المنازل التي تحصن فيها المسلحون قبل أن تتمكن القوات من اقتحامها». وأضافت المصادر «أن مسلحين اثنين قتلا خلال الهجوم أحدهما سعودي الجنسية وتم القبض على ثالث، في حين قتل رئيس أركان قوات الأمن الخاصة في حضرموت العقيد محمد الصباحي مع جنديين آخرين». ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن مصدر في اللجنة الأمنية العليا قوله: «إن اللجنة تحذر أي شخص في كل أرجاء الوطن من إيواء هذه العناصر أو التستر عليها وضرورة الإبلاغ عنها أينما شوهدت ليتم استئصالها وتطهيرها البلاد من جرائمها وفكرها الضال». وتأتي هذه التطورات بعد يومين من عودة المواجهات بين السلطات اليمنية وتنظيم «القاعدة»، إذ قتل ثمانية جنود الاثنين خلال هجوم للتنظيم في محافظة شبوة، فيما شنت طائرة أميركية من دون طيار غارة أول من أمس على بلدة غيل باوزير التابعة لحضرموت ما أدى إلى مقتل ثلاثة من مسلحي التنظيم. ويعاني اليمن حالة من انفلات الأمن وانتشار المسلحين وقطع الطرقات تنشط في ظلها عمليات تنظيم «القاعدة» في جنوب وشرق البلاد، في الوقت الذي تهدد المعارك الطائفية المستمرة منذ ثلاثة أسابيع بين الحوثيين والسلفيين في الشمال بإفشال العملية الانتقالية وعرقلة مؤتمر الحوار الوطني الذي يشارف على نهايته، وسط أنباء عن اقتراب الأطراف المشاركة فيه من التوصل إلى توافق على القضايا الخلافية المتعلقة بعدد الأقاليم في الدولة الاتحادية المرتقبة.