لم يمر أمس (الثلثاء) على عدد كبير من مدارس التعليم العام بسهولة بسبب الأمطار التي هطلت على مدن سعودية عدة، إذ تردد وتخوّف مديرو مدارس في الرياض من تعليق الدراسة، خصوصاً أن النظام يجيز لهم ذلك، على رغم أن أعداد الحضور من الطلاب قليلة جداً، بينما ارتجل آخرون قرارات بإخراج الطلاب من مدارسهم بعد استدعاء أولياء أمورهم. وتسببت أمطار الرياض التي هطلت فجر أمس على العاصمة السعودية في رفع عدد الغياب لمعظم المدارس، ما جعل عدداً منها تدمج الفصول، وإرسال رسائل نصية إلى أولياء الأمور لإخراج أبنائهم خوفاً من زيادة هطول الأمطار. وفي الوقت الذي نبهت فيه الأرصاد وحماية البيئة من هطول أمطار ليل أول من أمس (الإثنين)، صمتت إدارة التربية والتعليم في الرياض حيال «تعليق الدراسة»، ما دفع كثيراً من أولياء الأمور إلى اتخاذ قرارات بتغييب أبنائهم عن مدارسهم، ولم ينتظروا بياناً من إدارة التعليم. وفي الباحة، اشتكى معلمون من سوء تعامل مكتب التربية والتعليم وسط الباحة، الذي أرسل مديره رسائل نصية للمديرين بعدم تعليق الدراسة - بحسب أحد المعلمين (فضل عدم ذكر اسمه) -، على رغم أن إدارة التعليم علقت الدراسة في مدارس المنطقة. وذكر المعلم أن مدير المكتب لم يطبق النظام في تعليق الدراسة، ما عرّض المعلمين إلى الخطر، خصوصاً الذين يقطعون عشرات الكيلومترات لأجل الوصول إلى مدارسهم. وعلى صعيد التعليم العالي، أكدت طالبات في جامعة الملك فيصل في الأحساء إغلاق بوابات الجامعة صباح أمس، مشيرات إلى أنه تمت إعادة الحافلات من حيث أتت، فيما نفى المتحدث باسم الجامعة الدكتور عبدالعزيز الحليبي، في تصريح إلى «الحياة»، ما تردد حول إغلاق البوابات الخارجية، مؤكداً أنها «إشاعات» لا أصل لها من الصحة. وأوضح أنه تم التواصل مع إدارة الأمن في الجامعة، للتأكد من فتح جميع الأبواب، واستقبال الطالبات في المدينة الجامعية كأي يوم دراسي، مشدداً على أن اليوم الدراسي مضى في شكل طبيعي كمعظم الأيام الدراسية الماضية. وذكرت طالبات أنه مع انتشار خبر إغلاق البوابات في مواقع التواصل الاجتماعي، قامت الجامعة بفتح البوابات والإعلان بأن «الدراسة لم تعلق، وأن المحاضرات مستمرة»، موضحات أن بعض المحاضرات لم يسجل فيها إلا حضور محدود لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. وأشرن إلى أن «حرس» المدينة الجامعية رفضوا إدخال الطالبات، وأعطوا أمر الرجوع «للحافلات الخاصة»، وإعادة الطالبات إلى منازلهن بدعوى تعليق الدراسة، لسوء الأحوال الجوية في المنطقة. إلى ذلك، استمرت الدراسة في جامعة الدمام وفروعها بالنسبة للطلاب، إلا أن دراسة الطالبات سجلت «غياباً كبيراً»، إضافة إلى كليات الآداب والعلوم في الدمام والقطيف والجبيل التي علقت فيها المحاضرات. فيما أوضح عميد شؤون الطلاب في جامعة الدمام الدكتور أحمد السني ل«الحياة» أن حضور الطالب والطالبة للجامعة يعود لإدارة الجامعة، باستثناء من تبعد منطقتهم عن الجامعة، والذين يصعب عليهم الحضور كطالبات النعيرية والجبيل، أما المقيمات في منطقة الدمام، فيتم التنسيق بين الطالبة وإدارة القسم. ولفت إلى أن مباشرة طلاب وطالبات جامعة الدمام، أمس لم تسبب أي ضرر عليهم، على خلفية الجدل حول ضرورة مساواة طلاب الجامعات بطلاب ومعلمي المدارس وإعفائهم من الدوام عند سوء الأحوال الجوية كما حدث خلال الأيام الثلاثة الماضية في الشرقية. وأضاف السني أن الطلاب والطالبات باشروا محاضراتهم من دون أي أضرار، وليس هناك ما يستدعي أي قلق، مضيفاً أنه في حال «الإشكالية» في محافظة ما، يتم التنسيق بين إدارة الجامعة وإدارة الكلية، وإعلان ذلك في شكل رسمي.