إتهم وزير النفط الإيراني، بيغن زنغنه، بعض الدول باختلاق أعذار لتبرير معارضتهم لاستقرار الأسعار من خلال خفض الإنتاج. وقال زنغنه مشيراً إلى العقوبات الدولية التي أجبرت إيران على خفض صادراتها بشكل حاد «قامت دول معينة بزيادة إنتاجها بعد خروج دول عديدة من دائرة إنتاج النفط». ونقل الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية «شانا» عن زنغنه قوله «من الصعب عليهم الآن خفض إنتاجهم لإحداث استقرار في السوق ويقدمون ذرائع مختلفة لتبرير تصرفاتهم». وتعتقد قلة من المحللين إن «أوبك» ربما تفعل شيئاً لدعم الأسعار عندما تجتمع في 27 من الشهر الجاري. وبعدما زار قطروالكويت الأسبوع الماضي يخطط الوزير الإيراني لزيارة الإمارات غداً. وتحتاج إيران أسعاراً للنفط أعلى بكثير لتعادل موازنتها، لذا فإن هبوط النفط في الأشهر السابقة شكّل ضغوطاً مالية حادة عليها. وأعلن زنغنه أن طهران ستلجأ إلى صندوق ثروتها السيادية لمواجهة الأثر الاقتصادي. واعتبر أن انخفاض أسعار النفط يُضر الاستقرار ونمو إنتاج النفط الصخري، ويُتوقع أن يناقش اجتماع «أوبك» تأثيرات النفط الصخري على السوق. ووفق «شانا» قال زنغنه «بالسحب من صندوق التنمية الوطنية لتسديد مُستحقات المقاولين العاملين ستتلافى إيران تأثير تهاوي إيرادات النفط على تلك المشاريع». وأشار «معهد صندوق الثروة السيادية» إلى أن حجم صندوق التنمية الوطنية 62 بليون دولار. وربما يكون جزء من أرصدة الصندوق مجمداً بموجب العقوبات الدولية. وتأمل إيران أن ترفع إنتاج النفط والغاز في حال رفع العقوبات عنها من خلال المحادثات النووية مع القوى العالمية هذا الشهر. ولكنها تحتاج لاستثمار مبالغ ضخمة في منشآت الإنتاج القديمة والبنية التحتية لزيادة الإنتاج في حين أن هبوط أسعار النفط قلّص الايرادات المتاحة لهذا الغرض. وقدّر «صندوق النقد الدولي» أن تحقيق توازن في الموازنة الإيرانية يتطلب سعر برميل النفط عند 130 دولاراً». وأوضح زنغنه أن إيران سترفع ضريبة الدخل لتعويض أثر انخفاض أسعار النفط. وتابع «سياسية نقدية متقشفة» العام المقبل. ويبدو من تصريحاته أن المصرف المركزي لن يلجأ لإجراءات إنعاش لكبح اثر تراجع إيرادات النفط. في السياق، دعت إيرانوفنزويلا بقية أعضاء «أوبك» إلى دعم أسعار الخام، التي تراجعت من 115 دولاراُ إلى أقل من 79 دولاراً للبرميل مع وفرة المعروض وضعف الطلب. وحتى الآن استبعدت الكويتوإيران خفض الإنتاج بينما دعت فنزويلا والإكوادور ومسؤول ليبي في المنظمة إلى الخفض. وفي تعليقات أوردها «شانا» أعلن وزير الخارجية الفنزويلي رافاييل راميريز من طهران إن إيرانوفنزويلا تتخذان موقفاً مشتركاً في سوق النفط. وقال «نعتقد أن الأسعار عند مستوى منخفض للغاية وعدم الاستقرار في السوق ليس في صالح أحد، مئة دولار للبرميل هو السعر المفضل لفنزويلا.» وقال زنغنه «من الصعب العودة إلى أسعار النفط القديمة لكن علينا أن نحاول تثبيت الأسعار بقدر ما يسمح الوضع في السوق.» وزار راميريز الجزائروقطر ومن المنتظر أن يزور روسيا. وأشار راميريز في حديث إلى قناة «تيليسور» التلفزيونية إنه سيواصل جهود التنسيق لحماية أسعار النفط التي تراجعت «لسبب غير واضح».