هبط سعر مزيج «برنت» أمس أكثر من دولار ليقترب من 78 دولاراً للبرميل بعد تقارير عن انزلاق اليابان، رابع أكبر مستورد للخام في العالم، إلى الركود وبعد استبعاد وكالة الطاقة الدولية عودة أسعار النفط المرتفعة في وقت قريب. وتلقت فرص ارتفاع الطلب العالمي على النفط ضربة بسبب بيانات أظهرت انكماش اقتصاد اليابان على نحو غير متوقع بنسبة سنوية بلغت 1.6 في المئة في الربع الثالث بسبب ضعف الاستهلاك والصادرات. وقال مدير أخطار النفط لدى «ميتسوبيشي كورب» في طوكيو، توني نونان: «هذه ضربة جديدة لأسعار النفط الخام (...) عامل نزولي آخر». ونزل «برنت» 1.08 دولار إلى 78.33 دولار للبرميل، بعدما كان عقد تسليم كانون الثاني (يناير) أغلق مرتفعاً 1.92 دولار الجمعة. وانخفض الخام الأميركي تسليم كانون الأول (ديسمبر) 78 سنتاً إلى 75.04 دولار للبرميل بعد إغلاقه مرتفعاً 1.61 دولار. وقال نونان: «الاتجاه النزولي مستمر إلى أن يحدث شيء يحوّل وجهتنا، قد يتمثل ذلك في اجتماع أوبك». وفي علامة أخرى للتراجع أعلنت «وكالة الطاقة الدولية» أن سوق الخام دخلت عهداً جديداً مع تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني وانتعاش إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط الصخري ما يجعل العودة إلى الأسعار المرتفعة مُستبعداً. وتعتزم ايران إقناع «أوبك» بخفض إنتاجها لكن طهران تبدو متقبلة لفكرة انخفاض أسعار الخام لفترة طويلة ما سيؤثر في اقتصادها الذي يعاني أصلاً من العقوبات الدولية. وزار وزير النفط الإيراني بيغان زنغنة قطروالكويت وسيزور اليوم الإمارات كما استقبل وزير خارجية فنزويلا رفايل راميريز. وأقر زنغنة بعد محادثاته مع راميريز بأن «من الصعب العودة إلى الأسعار السابقة، لكن يتوجب السعي إلى تحسين الأسعار بقدر الإمكان من خلال الأخذ في الاعتبار الوضع الجديد للسوق». وتطالب كراكاس بدورها بخفض الإنتاج من أجل وقف تدهور الأسعار لكن هذا القرار «سيكون صعباً جداً» في رأي الكويت. وأكد رئيس مجلس الدوما الروسي، سيرغي ناريشكين، من طهران أن موسكو «مستعدة للتفاوض مع كل الدول المنتجة من أجل توازن سعر» برميل النفط الذي يمثل نصف عائدات الموازنة الروسية. واعتبر رئيس لجنة التخطيط والموازنة في مجلس الشورى الإيراني غلام رضا تاج كردون أن انخفاض أسعار النفط سيؤثر في الموازنة المقبلة للدولة مع «عجز في العائدات النفطية بنسبة تتراوح بين 8 و10 في المئة». وتوقع أن تكون الخسائر خلال السنة الجارية محدودة. واحتُسبت الموازنة على أساس بيع مليون برميل يومياً بمئة دولار للبرميل لكن إيران باعت ما لا يقل عن مئتي ألف برميل إضافية. وقال تاج كردون: «حصلنا على عائدات أكثر من المتوقع». وارتفعت واردات الهند من الخام الإيراني 60 في المئة في تشرين الأول (أكتوبر) مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، مع زيادة مشتريات مصافٍ على رغم دلائل على احتمال عدم التوصل إلى اتفاق نووي بين القوى العالمية وإيران في شأن برنامجها النووي. واستوردت الهند نحو 309 آلاف برميل يومياً وفق بيانات وصول الناقلات التي حصلت عليها وكالة «رويترز» من مصادر تجارية، وهو أعلى مستوى منذ آذار (مارس) ويزيد 28 في المئة قياساً إليه في أيلول (سبتمبر). وزادت واردات الهند من إيران نحو 40 في المئة من كانون الثاني إلى تشرين الأول (أكتوبر) ويرجع ذلك جزئياً لزيادة في الربع الأول بعد سريان اتفاق بين إيران والغرب.