«منذ صغري تكونت حالة عشق خاصة بيني وبين الكتاب والمكتبات، وتشكل لدي مع الوقت حلم بتكوين مكتبتي الخاصة، والتي كنت أتمنى أن أراها تكبر وتكبر بحيث أعير ما فيها من كتب للآخرين. كنت أحلم بإنشاء مجتمع للقراء، وذلك لتأكيد أهمية الكتاب العربي، وأن الكثير من الكتب العربية لا تقل أهمية وعمقاً بل تتفوق على الكتاب الأجنبي، ولذلك تستحق التسويق والترويج». هذا ما قالته الشابة المقيمة في العاصمة الأردنية عمّان إيمان حيلوز، مؤسسة موقع «أبجد. كوم»، والذي بات مع الوقت منصة إلكترونية شبابية لتشجيع القراءة ليس على المستوى الفلسطيني فحسب، بل على المستوى العربي أيضاً، بين عشاق القراءة من الشباب ذكوراً وإناثاً. وساعد الشابة حيلوز في إنشاء موقعها، خلفيتها الأكاديمية والعملية في علوم الكومبيوتر، وهي التي تدرك جيداً أن الأجيال الشابة باتت تقضي جل وقتها في العالم الافتراضي، أو على حد تعبيرها «أون لاين»، و«لذلك فكرت في إنشاء موقع إلكتروني يجمع القراء والكتاب ودور النشر من غالبية الدول العربية، بهدف تسويق الكتب إلكترونياً، وخوض نقاشات تدفع إلى تحويل القراءة إلى عادة لدى الشباب، تحمل معها الكثير من المتعة، علاوة على الفائدة». ومن هنا انطلقت فكرة أبجد. كوم الذي بات حقيقة بتحوله إلى موقع إلكتروني. وانتقلت الفكرة إلى فلسطين، فأصبح ل«أبجد.كوم» شركاء في عدد من المدن الفلسطينية، من بينهم الشابة زهرة منصور، وتعيش في مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية، وهي خريجة اللغة العربية، التي تصف مشروع «أبجد» بالإضافة النوعية ليومياتها على مختلف الأصعدة. بدأت رحلة منصور مع «أبجد»، وهو موقع يضم محبي القراءة من مختلف الوطن العربي، عبر صديقات لها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ومع الوقت أدركت أن الموقع «ساهم في تطوير قدراتنا بفعالية في التعاطي مع قراءة الكتب، بل حوّل القارئ العربي من قارئ سلبي إلى قارئ إيجابي قادر على التفاعل مع الكتاب»، خاصة مع المساحة المفتوحة في «أبجد»، والتي منحت رواده الكثير من الثقة لتقديم قراءاتهم النقدية أو حتى الانطباعية في هذا الكتاب أو ذاك». والأهم بالنسبة لمنصور، أن «أبجد» ساهم في كسر الحصار الثقافي المفروض على الفلسطينيين، فمن خلاله باتوا يتبادلون النقاشات مع قراء آخرين لكتب بعينها من الأردن ومصر وليبيا، ومختلف الدول العربية. ويأتي التفاعل عبر خطوات متتالية تبدأ بأن يشير المشترك أو المشتركة إلى الكتاب الذي يقرأه حالياً، ثم يرصد للمهتمين رحلته مع قراءة الكتاب من الناحية الزمنية، وعدد الصفحات التي تم قراءتها، وما تبقى، ومن ثم يخرج الواحدة أو الواحدة بانطباعات أولية، قبل أن يكتب عبر «أبجد» مراجعته الخاصة في الكتاب، والتي تخضع لنقاشات مستفيضة تتخلل جدلاً وعصفاً ذهنياً لمن اشتركوا معه أو معها في قراءة الكتاب ذاته، لافتة إلى أن إدارة «أبجد» تقوم بدورها بعمل المرشد في اقتراح كتب من أنماط متنوعة لرواد الموقع الذي بات وفق منصور «منصة عربية لعشاق القراءة في العالم العربي». ويوفر الموقع إلى ذلك، مساحة للإبداعات في مجال الكتابة الأدبية، ليشكل «موقع تواصل ثقافي»، تجاوز المشتركون فيه 60 ألفاً، كثير منهم فلسطينيون ولهم نشاطات إبداعية في فلسطين ومصر والأردن، وقريباً في دبي، ويطلقون على أنفسهم اسم «الأبجديين». بدورها كشفت مؤسسة الموقع، الشابة إيمان حيلوز، عن أن ثمة تواصلاً مع العديد من دور النشر العربية، لتوفير بعض الكتب الإلكترونية عبر «أبجد»، مؤكدة أن إدارة الموقع تسعى بكافة الأشكال إلى منع تزوير الكتب ونشرها إلكترونياً بما يتعارض مع حقوق الملكية الفكرية، ولربما يضرب صناعة الكتب بالوطن العربي في مقتل، ولذلك «نسعى في أبجد إلى إيجاد حلول للتعاطي مع قرصنة الكتب بالتعاون مع دور نشر عربية يؤرقها الأمر، الذي يتسبب لها بخسائر مالية كبيرة، بحيث يتم توفير الكتب الإلكترونية مع الحفاظ على حقوق النشر، سواء أكان الكتاب للبيع، أو للتصفح المجاني، وفق تقنيات إلكترونية معينة».