شهدت منطقة القلمون في ريف دمشق مواجهات عنيفة أمس في وقت تحاول قوات نظام الرئيس بشار الأسد اقتحام بلدة قارة التي تُعد معقلاً مهماً لكتائب الثوار، في وقت تبنى «الجيش الحر» تفجير مقر عسكري قرب دمشق أدى إلى مقتل عشرات من قوات النظام بينهم ضابط برتبة لواء. واختلفت التقديرات لمعطيات الهجوم على قارة بين مصادر النظام ومعارضيه، ففي وقت أعلنت مواقع إعلامية مؤيدة للنظام السوري أن الجيش يُحقق تقدماً كبيراً في معركة قارة، وجه معارضون «نداء» إلى كتائب الثوار للتوجه إلى البلدة والمساعدة في التصدي للقوات المهاجمة. ودعا موقع «الثورة السورية» على شبكة الإنترنت «جميع الكتائب والألوية القريبة من مدينة قارة إلى التوجه بشكل فوري بالمؤازرة العاجلة بالعتاد الثقيل والذخيرة وأسلحة مضادة للدروع لفك الحصار ولنصرة إخوانكم على الجبهات». وصدر النداء في وقت تعرضت قارة منذ الصباح الباكر ل «قصف عنيف بالمدفعية وقذائف الدبابات» من القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وروّجت مواقع مؤيدة للنظام السوري لتقدم الجيش نحو قارة، فنقلت عن مصدر سوري قوله ل «المنار» إن «الجيش العربي السوري يسيطر على مرتفعات قارة في القلمون»، في حين نُقل عن «الميادين» أن «الجيش السوري ينجح بتخطي الخط الأول لدفاعات المعارضة في قارة». وتقع قارة على بعد نحو 50 كيلومتراً إلى الشمال من دمشق. والمعركة على منطقة القلمون التي تكهن بها مراقبون من الجانبين منذ شهور قد تؤدي إلى حدوث اضطرابات في لبنان حيث يتزايد عدد اللاجئين ويتزايد غضب السنة من جماعة «حزب الله» اللبناني الشيعية التي تساعد الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية هناك. واستخدمت القوات الموالية للأسد الحصار لاجتثاث المعارضين من المناطق السكنية خلال حرب أهلية أدت الى مقتل 100 الف شخص ونزوح الملايين. وأصبحت استراتيجية الحصار مفضلة للجيش السوري نظراً إلى قلة تكلفتها المالية والبشرية حتى مع حصار المدنيين. وجاء القتال على بلدة قارة التي نزح آلاف من سكانها نحو الأراضي اللبنانية في وقت تبنى «الجيش الحر» تفجير مقر أمني في حرستا قرب دمشق ما أدى إلى مقتل عشرات من جنود النظام. وأفاد موقع «شبكة أخبار الجيش العربي السوري» أن هذا التفجير جاء «رداً على تطهير 70 في المئة من حرستا من قبل أبطال الجيش العربي السوري». وتابع أن «تفجير مبنى إدارة المركبات في حرستا جاء بعد حفر أنفاق وتفخيخها ووقوع عدد من الشهداء والجرحى. لا معلومات مؤكدة حول الحصيلة النهائية. المبنى المؤلف من سبعة طوابق انهار بالكامل وأنباء عن استشهاد اللواء احمد رستم الذي كان موجوداً في مكتبه». لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن 31 جندياً قتلوا في هجوم حرستا. وأوضح أن المبنى سوّي تماماً بالأرض بسبب الانفجار. وأضاف أن الطاقم الليلي فقط كان في نوبة الخدمة حين وقع الانفجار ولو انفجرت القنبلة قبل ساعة لارتفع عدد القتلى إلى 200. وأشار «المرصد» إلى أن جنوداً آخرين اصيبوا لكن من غير المرجح ان يرتفع عدد القتلى. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن شخصين قُتلا وآخرين جرحوا أمس إثر سقوط قذائف هاون على حيين في وسط العاصمة السورية. وأوردت الوكالة نقلاً عن مصدر في قيادة شرطة دمشق خبر «استشهاد مواطنين اثنين واصابة اخرين من جراء سقوط قذائف هاون أطلقها ارهابيون (في إشارة الى مقاتلي المعارضة) على حي القصاع وفي حي الزبلطاني» في دمشق. وأكد «المرصد السوري» مقتل شخصين، مشيراً إلى سقوط قذائف هاون أخرى في منطقة الشيخ رسلان وقرب المدينة الجامعية في محيط ساحة الأمويين ومنطقتي الزبلطاني وباب توما. ومنذ أيام، تصاعدت وتيرة إطلاق قذائف الهاون على العاصمة. وتتهم السلطات «ارهابيين» بتنفيذ هذه الاعتداءات، معتبرة ذلك «مؤشراً إلى الإفلاس الذي يعاني منه الإرهابيون بعد الانتصارات التي حققها الجيش ميدانياً». ووجهت دمشق الخميس رسالة إلى الأممالمتحدة حول استهداف العاصمة بالقذائف واتهمت مقاتلي المعارضة بالقيام بها «لقتل السوريين الأبرياء واستهدافهم بشكل ممنهج، خصوصاً في مدينة دمشق التي لم تستطع تلك المجموعات الوصول إليها». وفي شمال البلاد، ذكرت الفضائية السورية أن «قواتنا المسلحة الباسلة تبسط سيطرتها الكاملة على بلدة دويرينة شرق مطار النيرب بحلب»، في حين ذكرت مصادر أخرى في النظام أن القوات الحكومية «تحكم سيطرتها الكاملة على منطقة المعامل والمحالج شرق مطار النيرب». وقصفت القوات النظامية مناطق في بلدة الزربة في حلب، في حين سيطر مقاتلو «الدولة الإسلامية»على مخفر ومقر المجلس المحلي لبلدة باتبو في ريف حلب الغربي «بعد مبايعة رئيس مخفر البلدة للدولة الاسلامية» وفق «المرصد». وفي شمال غربي البلاد، قال «المرصد» ان الكتائب المقاتلة استهدفت بقذائف الهاون تجمعات القوات النظامية في جبل الأربعين قرب مدينة أريحا بالتزامن مع قصف القوات النظامية بساتين بين بلدتي النيرب وقميناس، وقتل رجل من بلدة بنّش جراء قصف القوات النظامية، التي قصفت أيضاً مناطق في بلدتي تلمنس بلدة ومعرة حرمة في جبل الزاوية.