اقتحم العشرات من المستوطنين امس ساحات المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة وبحراسة شرطية مشددة. وأفادت وكالة «معا» بأن 104 مستوطين ومن طلاب المدارس اليهودية، و33 من عناصر الأمن الإسرائيلية اقتحموا ساحات الأقصى، وعلى رأسهم الحاخام المتطرف يهودا غيليك. وكان قائد لواء القدس في الشرطة الإسرائيلية يوسي بارينتي دعا قبل يومين غيليك وأبلغه بإلغاء قرار منعه من دخول الأقصى مدة 6 أشهر. وتعهد قائد البلدة القديمة في القدس العميد آفي بيطون عدم التعرض إلى غيليك أثناء اقتحامه الأقصى، وتكفل تأمين الحماية له. وكان غيليك قال الجمعة الماضي: «أصدقائي وأحبائي، جبل الهيكل بحاجة لنا ونحن بحاجة له. جبل الهيكل يدعونا جميعاً، فنحن فتية سنعود إلى عشنا، فإن وجودنا في جبل الهيكل يجب أن يكون جزءاً من المنظر الطبيعي لجبل الهيكل». ودعا اليهود جميعاً إلى المشاركة الأسبوع المقبل في برنامج «هليبا» (أي حرية اليهود في جبل الهيكل) الذي يشرف عليه، ويدعو فيه إلى اقتحامات يومية ببرامج توراتية تكون داخل الأقصى. وقال المدير العام للأوقاف وشؤون المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب: «واضح أن الشرطة الإسرائيلية تخضع لضغوط المتطرفين بإعادتها غليك للمسجد الأقصى المبارك»، لافتاً إلى إبعاد العديد من الموظفين لفترات كبيرة عن الأقصى، وعلى رأسهم مدير المسجد الأقصى المبارك وغيره من الموظفين سابقاً. وقال: «هذا الإجراء غير مرض لدائرة الأوقاف، فغيليك رجل محرض، وواضح أنه يحاول إثارة فتنة في المسجد الأقصى، فهو يعمل جاهداً على تحريف الحقائق وتغذية الأفكار ضد المسجد، ويعمل جيداً على تغذية أفكارهم ببناء الهيكل في هذا الموقع الإسلامي العريق». واستنكر رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى عبر باب المغاربة الذي استولت الشرطة الإسرائيلية على مفاتيحه، داعياً إلى «إعادته إلى الأوقاف لأن الأوقاف هي صاحبة الصلاحية في إدارة المسجد وترميمه». وأكد أن الأقصى هو مسجد للمسلمين ليس لليهود أي حق فيه فوق الأرض وتحتها، داعياً إلى الرباط فيه. وأضاف:» سياسة الكيل بمكيالين تعتبر شيئاً طبيعياً في عرف الاحتلال، فأصحاب البلد يبعدون عن الأقصى، ومن ليست لهم علاقة به تحضرهم الحكومة الإسرائيلية وتوظفهم. هي تريد أن تغير الوضع في الأقصى».