تلقى أمس الحكم الموقت في مصر دعماً روسياً جديداً عندما أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره المصري المستشار عدلي منصور، تطلع بلاده إلى استعادة زخم العلاقات مع القاهرة. غير أن وزير الخارجية المصرية نبيل فهمي سعى إلى طمأنة الولاياتالمتحدة، مؤكداً لنائب القائم بأعمال السفارة الأميركية في القاهرة دافيد ساترفيلد أن مصر لا تستبدل أي طرف دولي بآخر. وذكر بيان للرئاسة المصرية أن بوتين أوضح في اتصال هاتفي مع منصور أنه تلقى تقريراً من وزيري خارجية ودفاع بلاده سيرغي لافروف وسيرغي شويجو حول نتائج زيارتهما الأخيرة إلى مصر، وأنه أعرب عن دعم روسيا الاتحادية الكامل لمصر ولإدارتها الانتقالية التي تمثل إرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو. ونقل البيان تأكيد بوتين اهتمام بلاده بتطوير العلاقات مع مصر في شتى المجالات، بما في ذلك البنية التحتية والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتصنيع والتعاون الأمني والعسكري. وأشارت إلى أن الرئيس الروسي أعرب عن أمله في أن تستعيد العلاقات المصرية - الروسية زخمها وتميزها في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، معرباً عن تطلعه لاستمرار التواصل المباشر مع الرئيس الموقت، فيما نقل البيان عن منصور تأكيده لنظيره الروسي أن مصر «المستقلة القرار» ما بعد 30 يونيو حريصة على الانفتاح في علاقاتها الخارجية، وعلى أن تكون لديها علاقات ثنائية قوية مع كل الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي. وأضاف ان منصور وجّه الدعوة الى الرئيس الروسي لزيارة مصر، مؤكداً أن مصر تبادل روسيا الحرص والرغبة في تنمية العلاقات الثنائية في شتى المجالات، وأن تستعيد تلك العلاقات تميزها وخصوصيتها بما يليق بمكانة البلدين وثقلهما الإقليمي والدولي ويتناسب مع التحديات المستقبلية وتطلعات الشعبين. وأشاد منصور بالمواقف التاريخية الروسية المختلفة المساندة والداعمة لمصر وإرادة شعبها في لحظات فارقة من التاريخ المصري المعاصر والإرث الإيجابي الذي تركه الاتحاد السوفياتي السابق لروسيا الاتحادية في نفوس المصريين. لكن منصور شدد على أن «حرصنا على الانفتاح في علاقاتنا الخارجية، بما في ذلك مع روسيا الاتحادية، لن يكون على حساب علاقات مصر مع أي أطراف أخرى»، وهي الرسالة نفسها التي ابلغها وزير الخارجية المصرية نبيل فهمي الى دافيد ساترفيلد، خلال استقباله له أمس، مؤكداً أن مصر لا تستبدل أي طرف دولي بآخر. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي إن فهمي استعرض خلال اللقاء مع ساترفيلد «تطور العلاقات الثنائية في كل مجالات التعاون، فضلاً عن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وسياسة تنويع وتوسيع البدائل والخيارات التي تنتهجها مصر بعد ثورة 30 يونيو من دون أن يعني ذلك استبدال طرف دولي بآخر، وإنما إضافة شركاء وأصدقاء جدد بما يعزز المصالح الوطنية المصرية». وأضاف أن فهمي «استعرض في شكل مفصل الموقف المصري بالنسبة الى تطورات الأزمة السورية، مشدداً على ضرورة عقد مؤتمر جنيف 2». كما استعرض «مسار المباحثات الفلسطينية - الإسرائيلية والأوضاع في قطاع غزة في ضوء زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخيرة للقاهرة، فضلاً عن المفاوضات الجارية بين القوى الكبرى وإيران». وأشار المتحدث إلى أن ساترفيلد أعرب خلال اللقاء «عن تقديره للعلاقات التي تربط بلاده بمصر وأهمية تطويرها، مثمناً توازن مواقف مصر الخارجية». كما أكد «حرص بلاده على دعم مصر اقتصادياً في هذه المرحلة الدقيقة من خلال التنسيق مع شركاء إقليميين ودوليين».