في وثائق تكشف أسرار مرحلة حاسمة من تاريخ المنطقة (1977- 1979) عاصرت تحولات أبرزها معاهدة كامب ديفيد والحرب الأهلية في لبنان والتظاهرات في سورية، سربت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي.أي) 250 وثيقة عن تلك المرحلة. وتستعيد الوثائق الواقعة في1400 صفحة لحظات استثنائية للرئيس السابق جيمي كارتر مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات «صاحب النزعة القومية والديبلوماسي المحنك» ورئيس الحكومة الاسرائيلي مناحيم بيغن «المولع بالتفاصيل ودروس التاريخ». وقال كارتر عن الوثائق أنها ساعدته على فهم تشنجات تلك المرحلة وأقنعته وزادت من تصميمه على السعي وراء اتفاق كامل بين مصر واسرائيل. وجاءت الصور الشخصية التي عرضتها البرقيات بناء على طلب كارتر الذي زار مقر الوكالة في آب (أغسطس) 1978، وطلب «تحليلا شخصيا دقيقا لكل من بيغن والسادات». وقال كارتر، في لقاء مع شبكة «أسوشييتد برس» أنه أراد «معرفة نقاط ضعفهم وقوتهم، ما رأيهم بي؟ ماذا يقولون عن الولاياتالمتحدة وراء الأبواب المغلقة»؟ وتعطي الوثائق نبذة استثنائية عن شخصيات المفاوضين، خصوصا السادات «الثائر سابقا وصاحب النزعة القومية القوية... والقائد المعتدل والسياسي البراغماتي والديبلوماسي المحنك» الذي عشق الفلسفة وكان «فخورا جدا بجذوره الريفية». وأكدت البرقيات أنها لا ترى «تهديدا على حياة السادات باستثناء رصاصة اغتيال أو ذبحة قلبية أخرى». وقالت عن الرئيس المصري الراحل انه معروف «بواقعيته وجلده السياسي وقدرته على المفاجأة واتخاذ قرارات شجاعة ودرامية». وفيما انجذب السادات للعموميات والمبادئ الكبرى والشغف الديبلوماسي، كان تركيز بيغن أكثر بكثير على «التفاصيل الصغيرة والبحث بالتاريخ ودروسه والمسائل القانونية». وقال كارتر أنه كان يلتقي كل من فريقي التفاوض منفرداً، «حين ينام المصريون كنت أتحدث مع الاسرائيليين وعندما ينام الاسرائيليون كنت أتحدث مع المصريين». وفي لحظة شخصية أثرت على بيغن، سأل كارتر رئيس الحكومة الاسرائيلي الراحل عن أسماء أحفاده العشرة خلال توقيعه صورا لهم، وأثر ما كتبه على الصور في بيغن الذي اغرورقت عيناه بالدموع وبدأ الحديث عن العائلة والأحفاد قبل مواقفة المفاوض الاسرائيلي على تقديم تنازل مهم لانجاح الاتفاق.