يقبع بطل الدوري الإنكليزي وأكبر أنديته مانشيستر يونايتد في المركز الخامس، بعد أن رمته النتائج المخيبة في مواقع أكثر سوءاً! المصادفة أن هذا التراجع يأتي في الموسم الأول من إشراف المدرب الجديد الإستكلندي مويز على الفريق، لكن إدارة النادي العريق تواصل حتى اليوم تجديد ثقتها بالجهاز الفني. التجربة الأوروبية لا تعكس واقعنا المحلي ولا تحاكيه، فعلاقة الأندية السعودية بمدربيها ما عادت حكاية محلية بل أصبحت رواية تتناقل فصولها الدول المصدرة للأجهزة الفنية، إلى درجة أن بعض المدربين لم يخف علمه المسبق بسهولة إقالته من منصبه في السعودية، لكن أغلبهم لا يمانع في الحضور بحثاً على أقل تقدير عن تجربة مادية ثرية. الموسم الحالي لم يكن استثناء فالأندية السعودية رفضت الخروج من سباق الإقالات السريعة بهدوء، فواصلت أندية عدة مشوار المخالصات المالية الباكرة، الشباب على غير عادته كان أول من استغنى عن مدربه البلجيكي ميشيل برودوم بعد أن قدم الأخير استقالته في الجولة الثالثة من الدوري، الذي سقط في جولته الأولى برباعية لهدف أمام ضيفه الاتحاد، الخسارة كانت كفيلة بفتح الملفات القديمة ومناقشة المدرب حول قناعاته وخصوصاً أن الأهداف كافة جاءت من طريق المهاجم الاتحادي مختار فلاتة الذي كان الموسم الماضي لاعباً شبابياً قبل أن ينتقل في غياب قناعة المدرب البلجيكي بجدوى بقائه، بعدها كسب الشباب لقاء الشعلة بهدف نظيف قبل فوز خماسي الأهداف على الرائد، لكن فترة التوقف الأولى شهدت تقدم برودوم باستقالته مفضلاً الرحيل عن الدوري السعودي والعودة مجدداً إلى مسقط رأسه، ليستلم المهمة مساعده وابن جلدته إيميلو فيرايرا الذي عجز عن إعادة توهج «الليث» ولم يقنع عشاقه ومحبيه الذين طالبوا بإبعاده وتكليف المدرب الوطني خالد الشنيف بقيادة الفريق فيما تبقى من منافسات الموسم. ولم يكن ضيف دوري «عبداللطيف جميل» النهضة في أفضل حالاته مع مدربه الخبير الروماني إيلي بلاتشي، إذ تلقى خسائر موجعة في مبارياته كافة وتعادل مرة واحده أمام ضيفه الشعلة في افتتاح الدوري، النتائج دفعت إدارة النادي الشرقي إلى البحث عن البديل لتتعاقد مع التونسي أيمن مخلوف لكنه لم يستطع انتشال الفريق من دائرة الخسائر التي رمته في قاع الترتيب، ليتم التعاقد أخيراً مع المدرب التونسي جلال قادري، ومعه تحسن أداء أبناء «المارد» واستطاع في الجولة الأخيرة التي سبقت توقف الدوري إحداث مفاجأة من العيار الثقيل بالتعادل مع الاتحاد بأربعة أهداف لكل منهما في مباراة مثيرة تقدم النهضة حتى دقائقها الأخيرة. وفي الشرقية أيضاً اضطر الاتفاق إلى تنحية مدربه الألماني ثيو بوكير من منصبه بعد تراجع نتائج الفريق وتلقيه خسارتين متتاليتين في الجولة الأولى خارج قواعده من الرائد بهدفين، في الثانية من الهلال على أرضه بثلاثة أهداف لهدف، قبل أن يهزم ضيفه النهضة في الجولة الثالثة بصعوبة بهدف من دون رد، قبل التعادل مع التعاون في الجولة الرابعة، لكن الخسارة التي لحقت به من مستضيفه نجران شكلت القشة التي قصمت ظهر البعير وتسببت وأبعدت بلاتشي. إدارة الدوسري التي تميزت طوال أعوام بقدرتها على انتقاء المدربين الأفضل لقيادة الفريق بدت عاجزة عن الخروج من الأزمة الفنية التي خلفها بوكير فجلبت الروماني إبسبيو ديتور الذي قاد الفريق في مواجهتين خسر الأولى وكسب الثانية، وما قاد النادي الشرقي إلى انتداب مدرب المنتخب الكويتي السابق الصربي غوران الذي استطاع تغيير صورة الفريق وإعادة هيبته ليزيح النصر من الصدارة بعد تعادله معه في الرياض في الجولة التاسعة. صاحب الخبرة الواسعة في منافسات الدوري السعودي المدرب التونسي أحمد العجلاني فشل في محاكاة نجاحه في الموسم الماضي مع فريق الشعلة، ففي حين ينسب إليه جزء كبير من فضل بقاء الفريق في الدوري الممتاز، إلا أنه لم يحقق سوى نقطة وحيدة من تعادل خطفه من مستضيفه النهضة في افتتاح الدوري، حتى سارعت إدارة «فارس الخرج» بإنهاء عقده بالتراضي وجلب طاقم فني جديد بقيادة الإسباني خوان ماكيدا، المدير الفني الجديد نجح في قتل الروح الانهزامية التي كان عليها في الجولات الست الأولى وحقق تعادلين ثمينين خارج أرضه أمام بطل النسخة الماضية الفتح، وكذلك العروبة وأعاد التوهج بضخ الدماء الشابة والاستغناء عن بعض الأسماء التي كان يعتمد عليها العجلاني. أربعة أندية استغنت عن إداراتها الفنية بعد النتائج المتواضعة التي حققتها في الجولات السابقة، لكن الجولات المقبلة حبلى بالمفاجآت، بعد أن يعود الدوري إلى الركض في دربي الرياض والقصيم في الجولة ال10.