أكثرهم خبرة سبقوا الجميع بالرحيل، هذا ما قالته وقائع دوري عبداللطيف جميل بإقالة مدربي الاتفاق والنهضة، ثيو بوكير، وإيلي بلاتشي اللذين يعدان أكثر المدربين تمرساً وخبرة في الكرة السعودية، وبعد أن عاشروا أجيالاً خاضت الدوري بمسميات عدة وأسماء لا حصر لها، ولكن النتائج المخيبة للآمال حطمت كبرياءهم، وقطعت تذاكر رحلتهم النهائية ليودعوا الساحة الكروية السعودية سريعاً. وتصدر مدرب الشباب البلجيكي ميشيل برودوم قائمة المدربين الذين نصبت لهم «المشنقة» باكراً بعد إعلان الإدارة الشبابية فك الارتباط معه بالتراضي لرغبته في الاستقالة نظراً إلى ظروف أسرية تستوجب عودته إلى بلاده، ليرحل المدرب الشبابي سريعاً بعد سلسلة من النتائج المخيبة، بدأها بخسارة قاسية أمام الاتحاد في الرياض برباعية في مقابل هدف وحيد، ثم كسب مواجهة الشعلة بهدف من دون رد، وتغلب على الرائد بخمسة أهداف في مقابل هدفين ، ليأتي الخروج الآسيوي من أمام كاشيوا ريسول الياباني بمثابة قطع العلاقة نهائياً بين المدرب والنادي، خصوصاً أنه أسهم في رحيل الكثير من النجوم من قائمة الفريق، وفي مقدمهم الهدافان السعودي ناصر الشمراني والأرجنتيني تيغالي، كما توارى عبدالله شهيل في عهده عن الأنظار. ثاني الأسماء التي ودعت الملاعب السعودية مدرب النهضة الروماني الشهير بصائد البطولات إيلي بلاتشي الذي صال وجال وحصد الكثير من الألقاب في الساحة العربية، إذ لم يمكنه سجله التدريبي الحافل طوال مشواره الرياضي من الصمود في دوري جميل أكثر من أربع جولات بعد تلقيه خسارة كبيرة من النصر في الجولة الثانية بأربعة أهداف في مقابل هدف، ثم تلقى خسارة أخرى من بطل الدوري فريق الفتح بأربعة أهداف من دون رد، لتأتي قاصمة الظهر على يد الأهلي بخماسية قوية كتبت الفصل الأخير في علاقته مع النادي، وكان قبلها تعادل مع الشعلة بهدفين في بداية الدوري، ليرحل سريعاً تاركاً ذكرى مؤلمة ربما لم يمر بها من قبل في الملاعب السعودية. وتعاقدت إدارة النهضة مع بلاتشي بعد صعود الفريق إلى دوري جميل في صفقة مفاجئة وصفها الكثيرون ب«ضربة معلم»، نظراً إلى السجل البطولي للمدرب الروماني، إذ بدأ مشواره التدريبي في موسم 1988 في سن باكرة وعمره لم يتجاوز 33 عاماً مديراً فنياً لنادي Drobeta Turnu-Severin الروماني. أما ثالث الأسماء التدريبية الكبيرة التي رحلت من الأندية السعودية فهو مدرب الاتفاق الألماني ثيو بوكير الذي تعرض مع فريقه إلى ثلاث خسائر عجلت برحيله عن «فارس الدهناء»، إذ خسر مواجهة الافتتاح أمام الرائد بهدفين مقابل هدف، وتلقى الخسارة الثانية من الهلال في عقر داره بثلاثة أهداف مقابل هدف، وشكلت الخسارة الثالثة من نجران بهدف من دون رد الضربة القاضية للعجوز الألماني، إذ لم يقدم فريقه تحت إشرافه المستوى المأمول على رغم فوزه على الشعلة بهدف من دون رد وتعادله مع التعاون بهدفين في بريدة . وجلبت إدارة الاتفاق بوكير بناء على السمعة التدريبية الكبيرة التي كان يتمتع بها، والنجاحات الواسعة مع الفرق التي دربها، إذ قاد تدريب فريق الاتحاد السكندري المصري 1993، ثم درب فريق كاظمة الكويتي في 1997، ثم رحل إلى فريق إف سي موبن الألمانى 1999 – 2000، ليدرب بعده الشارقة الإماراتي 2000- 2001 ، ثم قاد المنتخب اللبناني 2002 ، ورحل إلى الإسماعيلى المصري 2003 – 2004، ومنه إلى الزمالك المصري 2004 - 2005 ، ليدرب بعده الكويت الكويتي في 2006، ورحل إلى الوحدة السعودي في 2007، لتستقر به الحال في الأهلي السعودي 2008، قبل أن يرحل إلى فريق أهلي طرابلس الليبي في عام 2009، ومنه إلى تدريب منتخب لبنان في تصفيات كأس العالم، ليرحل أخيراً إلى الاتفاق السعودي في يونيو 2013 .