طلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان من الهيئات الرقابية والتأديبية القيام بدورها حيال المخالفات التي تحصل في المؤسسات العامة والبلديات، وذلك خلال ترؤسه اجتماع عمل في القصر الجمهوري للهيئة التأديبية الخاصة بالبلديات، حضره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وزير الداخلية مروان شربل، المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، رئيس الهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود ومسؤولون في الهيئة. ودعا سليمان، بحسب بيان اعلام قصر بعبدا «سائر الهيئات الرقابية الى ممارسة واجباتها، خصوصاً أن اقرار قانون اللامركزية الإدارية الموسعة وما يعطيه من صلاحيات للسلطات المحلية المنتخبة يحتم تحضير الأجواء ووضع المسؤولين عن البلديات في صورة خضوع السلطات المنتخبة للقوانين ومحاسبتهم في حال ارتكاب المخالفات». وجرى التشديد على ضرورة متابعة تطبيق التعميم الصادر عن رئيس الحكومة لجهة ضبط المخالفين واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم تطبيقاً للقانون. وسبق الاجتماع لقاء بين سليمان وميقاتي بحثا خلاله الأوضاع على الساحة الداخلية وأجواء محادثات سليمان في المملكة العربية السعودية. وفي إطار اطلاع سفراء الدول على نتائج اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي انعقد في نيويورك في 25 أيلول(سبتمبر) الماضي، استقبل سليمان كلاً من سفيري كوريا الجنوبية شوي جونغ ايل وسويسرا روث فلينت، وبحث مع كل منهما في سبل مساعدة لبنان انطلاقاً من مضمون خلاصة اجتماع نيويورك الذي نص على المساعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والدعم في موضوع إيواء اللاجئين السوريين في انتظار عودتهم إلى بلادهم. ميقاتي هنأ المر بمنصبه وكان ميقاتي التقى وزير الدفاع السابق الياس المر لمناسبة تعيينه رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة انتربول. وهنأه «على تسلمه هذا المنصب وعلى تكريم لبنان من خلاله في أحد المحافل الدولية المهمة»، وتمنى» له النجاح في المهمات الموكلة إليه». وقال: «إن الوزير المر هو من أنشط الأشخاص العاملين في الحقل العام وأكثرهم كفاءة، وخبرته شخصياً في خلال توليه منصب نائب رئيس الحكومة ووزير الدفاع في الحكومة التي رأستها عام 2005، اذ تولى متابعة الكثير من الملفات الوطنية والأمنية الحساسة بجدارة تامة، وكان التعاون بيننا تاماً في مرحلة كانت من أصعب المراحل في تاريخ لبنان». ونوه المر ب «دور الرئيس ميقاتي وجهوده في هذه المرحلة من تاريخ لبنان»، مشيراً إلى أن «إنتربول الذي يضم 190 دولة، أنشأ مؤسسة إنتربول، وشرفني برئاستها ورئاسة مجلس إدارتها الذي سيضم في عضويته رئيس منظمة إنتربول وأمينها العام، ونخبة من كبار الشخصيات السياسية والأمنية والمصرفية والصناعية والتكنولوجية في العالم. هذه المؤسسة تريد تطوير دور إنتربول الأمني من خلال التواصل مع العالم، مع الرؤساء والحكومات، والأجهزة الأمنية والقضائية، وخصوصاً مع القطاع الخاص، أي أنها مشروع يطاول سبعة بلايين شخص حول العالم». وقال: «سنخفف على الأجهزة الأمنية والقضائية في العالم كله مصروف مكافحة الجريمة عندما يصبح القطاع الخاص شريكاً مع إنتربول. نحن اليوم أمام مسؤولية كبيرة، العالم يواجه جرائم لا تستطيع الشرطة منعها بمفردها. وبالتالي، نتطلع إلى بناء شراكة فعلية مع القطاعين العام والخاص ومع المواطنين لمنع هذه الجرائم». وأضاف: «تدخل في قاعدة بيانات إنتربول سنوياً سبع بلايين معلومة تستعمل منها أجهزة الدول بليوناً فقط. وهدفنا أن نمكن القطاع الخاص من استثمار الستة بلايين معلومة الباقية من أجل حمايتها من الجريمة المنظمة، من تبييض الأموال إلى التزوير والتهريب والغش في الأدوية المزورة وسرقة السيارات وغيرها. ولأنني أفتخر بلبنانيتي، سأعمل، كما وعدتكم، على دعم الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية بأحدث التقنيات العالمية المتطورة لمكافحة الجريمة». وأولم ميقاتي تكريماً للمر في حضور عدد من الشخصيات. كما التقى ميقاتي مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان برئاسة فرنسوا باسيل لمناسبة انتخاب الجمعية الجديدة للمصارف، وأشار باسيل الى أن البحث تناول موضوع التصنيف الجديد للدولة اللبنانية، وتصنيف المصارف الذي حصل الأسبوع الفائت، لافتاً الى إن «تصنيف المصارف أتى بعد تصنيف الدولة، لأن تصنيف الشركات لا يجوز أن يحصل في مستوى تصنيف الدولة». وقال: «طمأنا الرئيس ميقاتي الى أن «الوضع المصرفي سليم جداً، وأن المصارف هي على مستوى عال بالنسبة الى السيولة التي تملكها، وأبلغناه انه لا يمكن للدولة أن تعتمد المصارف لتمويل العجز. نحن على استعداد لمساعدة الدولة لإعادة جدولة ديونها لدى المصارف الى أن تتمكن من تحسين أوضاعها المالية، ولا يمكن أن يحدث الا بإجراءات إصلاحية، ولا يجوز أن يتنامى العجز على ما هو عليه سنة بعد أخرى، وفي غالبيته يتأتى من الخسائر التي تتكبدها مؤسسة كهرباء لبنان». وعن موقف ميقاتي من موضوع المصارف، قال انه «مرتاح الى وضعها، لكنه مثلنا ومثل جميع اللبنانيين غير مرتاح الى وضع الدولة المالي». وعن زيارة سليمان السعودية اكد عضو «جبهة النضال الوطني» النيابية نعمة طعمة في تصريح انها «كانت ناجحة ومثمرة على كل المقاييس»، آملاً من «بعض الذين دأبوا في الآونة الأخيرة على توجيه الانتقادات والحملات تجاه السعودية، ان يكفوا عن هذه الممارسات التي تسيء الى العلاقات التاريخية بين البلدين وإلى كل اللبنانيين على حد سواء».