رجحت أوساط أمنية إسرائيلية أن يكون الشاب الفلسطيني الذي نفذ أمس عملية طعن الجندي الإسرائيلي في حافلة ركاب في مدينة العفولة القريبة من جنين المحتلة تسببت في قتله، قام بفعلته من دون أن يكون وراءه تنظيم حضه على ارتكابها، أي أنها «فعلة فرْد»، كما قالت. وأشارت هذه الأوساط إلى تزايد «العمليات الفردية» ضد الاحتلال في الشهرين الأخيرين، واستذكرت ثلاث عمليات قُتل فيها يهود على يد فلسطينيين، بالرغم من أن خيوط التحقيق تقود نحو الاعتقاد بأن قتلهم جاء على خلفية جنائية وليست أمنية، ما عزز في المقابل استبعاد المؤسسة الأمنية اندلاع انتفاضة ثالثة بداعي أن السلطة الفلسطينية ليست معنية بها. وأعلن الناطق بلسان الشرطة ميكي روزنفيلد أن الجندي المدعو عيدان أتياس (19 عاماً) توفي متأثراً بجروحه في المستشفى، مضيفاً أن «قوى الأمن ومسافرين كانوا في المحطة تمكنوا من الإمساك بالفلسطيني الذي يبلغ من العمر 16 عاماً وجاء من منطقة جنين (شمال الضفة الغربية) ولم يكن يملك تصريحاً لدخول إسرائيل، وسلموه إلى الشرطة، لكن أُعلن لاحقاً أنه نقل إلى مستشفى للعلاج من إصابته (بعد الاعتداء عليه كما يبدو). وأضاف: «نعتبر هذا الحادث هجوماً إرهابياً له دوافع قومية». وقال ضابط الشرطة في المنطقة الشمالية روني عطية إنه لم تكن لدى الشرطة إنذارات عينية باحتمال وقوع عملية الطعن، «لكن الإنذارات العامة بذلك متوافرة طوال الوقت». وأضاف أن الشاب الفلسطيني دخل حافلة الركاب «وليس واضحاً ما إذا كان يعتزم الطعن أم أنه كان في طريقه إلى العمل، وفي نهاية الأمر طعن الجندي الذي كان يجلس بجانبه». من جهتها، نقلت «معاريف» عن جهات فلسطينية قولها إن ابن عم الشاب، واسمه معمّر، قضى في سجون الاحتلال ثماني سنوات بعد أن حكم عليه بمؤبدين و20 سنة أخرى على قتله إسرائيلييْن، وأفرج عنه في صفقة تبادل أسرى (صفقة شاليت)، بينما ما زال شقيقه يقضي محكومية بالسجن 12 عاماً على محاولات قتل أخرى. وأضافت أن شقيقاً لمعمّر قُتل في مواجهات مع الشرطة الفلسطينية بينما أصيب معمر نفسه بجروح. وتابعت أن الجهات الفلسطينية التي تحدثت إليها لا تستبعد أن يكون دافع عملية الطعن قيام قوات الاحتلال بهدم منزل أهل المنفِّذ.