بدأ مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة، وللمرة الأولى في مكةالمكرمة، إجراء دراسة تهدف إلى تحليل الأزمنة التي تستغرقها المركبات للتنقل على محاور الحركة الرئيسة في العاصمة المقدسة، من خلال استخدام أحدث تقنيات نظم المعلومات الجغرافية، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي يتيح لجامعي البيانات الذين يحملون أجهزة متطورة متصلة بالأقمار الاصطناعية تسجيل رصد أزمنة انتقال المركبات بالمواقع المختلفة. ومن المتوقع أن ينتج بعد تحليل المعلومات التي يتم جمعها عبر الدراسة شبكة توضح مواقع الاختناقات وأزمنة التأخر والتوقف بالتقاطعات المختلفة، إضافة إلى تحديد المواقع التي فيها أزمنة تأخير عالية. وقال مدير المركز الدكتور نبيل عبدالقادر كوشك إن الدراسة تمثل بحثاً تطبيقىاً ستتم فيه الاستفادة من آخر ما توصل إليه العلم، من خلال وضع منهجية علمية مبنية على الأسلوب الاستطلاعى التحليلى، للتعرف على أزمنة الانتقال والسرعات على المحاور الرئيسة، باستخدام برامج نظم المعلومات الجغرافية و نمذجة الحركة المرورية باستخدام تقنية التحليل المكاني والزماني، للتعرف على أماكن الاختناقات في هذه المحاور، ودراسة مسببات الاختناقات على كامل شبكة الحركة المرورية، وتحليل آثار أزمنة التأخيرات عند التقاطعات التي فيها أزمنة تأخير عالية على كامل الحركة في الشبكة المرورية. وقال الدكتور كوشك: «لإنجاز ذلك سيتم الرفع المساحي للمحاور المختلفة، من خلال الاستعانة بالخرائط وصور الأقمار الاصطناعية، كما سيتم استخدام أجهزة تحديد المواقع العالمية لرصد حركات المركبات ميدانياً بالمحاور المختلفة المؤدية إلى المسجد الحرام، للتعرف على أزمنة الانتقال والسرعات على الأجزاء المختلفة من هذه المحاور، وكذلك التعرف على أزمنة التأخيرات بالتقاطعات وأماكن الاختناقات». وبحسب الدكتور نبيل كوشك فإن مركز التميز كان وقَّع عقد هذا المشروع البحثي في وقت سابق لينفذ في شهر رمضان المبارك وتحديداً في العشر الأواخر منه، ويعتبر هذا المشروع البحثي حلقة ضمن الإطار العام الذي ينتهجه المركز، والذي تلخص خلال المرحلة الحالية في تبني البحوث المتعلقة بالنقل والحركة وإدارة الحشود. ونوه الدكتور كوشك بالدور الكبير الذي تبذله الجهات الحكومية المختلفة لتسهيل الحركة والنقل من وإلى المسجد الحرام، خصوصاً في مثل هذه الأيام (المواسم) على شوارع العاصمة المقدسة، الأمر الذي يعكس مدى العناية بوضع خطط مدروسة وتنفيذها بشكل دقيق. وأكد أن المركز يأمل في أن تقدم هذه الدراسات والأبحاث معلومات مفيدة للجهات ذات العلاقة فيما يخص التعرف على نقاط الزحام والمساعدة في وضع حلول مناسبة لتسهيل النقل من وإلى المسجد الحرام.