اغتال مسلحان أمس عضو «جبهة العمل الإسلامي» الشيخ سعد الدين غية بإطلاق النار عليه في محلة البحصة في طرابلس فيما كان في سيارته، وكانا على متن دراجة نارية ولاذا بالفرار. وأصيب غية إصابات خطيرة في الرأس ونقل إلى مستشفى السيدة في زغرتا لكنه ما لبث أن فارق الحياة. وكان غية تعرض قبل فترة لمحاولة اغتيال بزرع قنبلة في سيارته انفجرت بعدما ترجل منها. وهو ينتمي إلى جبهة تعتبر من مكونات القوى المنضوية تحت فريق «8 آذار» وتوالي الجبهة «حزب الله». وأوضح «تجمع العلماء المسلمين» في نبذة عن الضحية أنه من مواليد 1962 - طرابلس - القبة، مارس التعليم في قضاء الضنية (شمال لبنان) كما في «معهد الدراسات العربية والإسلامية» في الحسكة (سورية). وذكر التجمع في بيان أن غية «كان ذهب إلى العراق عندما غزته أميركا ليقاتلها». وكشفت المباحث الجنائية بمواكبة وحدات من الجيش اللبناني على سيارة غية، وجمعت الأدلة وأخذت العينات من مكان مسرح الجريمة. ولقي مصرع غية استنكارات بين صفوف القوى الإسلامية الموالية ل «8 آذار». ونعته بداية «جبهة العمل الإسلامي» في بيان، معتبرة أنه «دفع ضريبة العمل الإسلامي الجهادي الوحدوي المقاوم في مقابل التحريض المذهبي الفتنوي الذي يمارسه بعض الجهات اليوم باسم الإسلام». وطالبت «الدولة بحزم أمرها وكشف الجناة المجرمين وإنزال أشد العقوبة بهم». كما طالبت «النيابة العامة بالتحرك الفوري والسريع لما صدر من خطابات تحريضية طائفية ومذهبية خلال مهرجان الأحد المشهود في طرابلس والذي كان سبباً رئيساً ومحرضاً واضحاً في اغتيال غية». وطالب رئيس مجلس قيادة حركة «التوحيد الاسلامي» الشيخ هاشم منقارة في مؤتمر صحافي عقده بعد الحادث، النيابة العامة ب «التحرك الفوري والسريع»، معتبراً «ما قيل من تهديد ووعيد في مهرجان الأحد الإلغائي والإقصائي سبباً أساسياً ومحرضاً واضحاً لاستهداف الشهيد غية واغتياله». وسأل: «من يوقف حملة الجنون التي تتعرض لها طرابلس؟». ونبه إلى «أن إبقاء الوضع على حاله سيزيد الأمور سوءاً»، داعياً إلى التعاون والعودة إلى لغة العقل والمنطق»، ومشدداً على «إيجاد حل وإلا سنتورط كلنا بدم بعضنا بعضاً. ورأى منقارة أن «الفعل الذي أصاب الشيخ غية سيصيب الكل، موالين ومعارضين، كباراً وصغاراً، ولا حد لهذا الأمر مطلقاً»، قائلاً: «إنها الفوضى العارمة في بلد كلبنان»، متمنياً أن «يعي الجميع خطورة هذه المرحلة الدقيقة علينا جميعاً». ونعى «تجمع العلماء المسلمين» الشيخ غية ووصف العملية ب «العمل الجبان الذي يصب في خدمة المشروع الصهيوني»، واعتبر «أن الدولة بكامل أجهزتها مسؤولة عن هذا الحادث وأن الوضع في طرابلس وصل إلى حد جعل هذه المدينة مكاناً للرعب والإرهاب والقتل ولم يسلم حتى المفتي الشيخ مالك الشعار من شر هؤلاء الذين إن لم يوضع حد لهم فإنهم سيستمرون في نهجهم حتى تدمير البلد». ورأى «أن الخلاف الفكري والمبدئي يجب ألا يكون سبباً للاغتيال السياسي وهذا يعبر عن ضعف حجة الآخرين وارتباطهم بمشروع خارجي». واعتبر «حزب الله» في بيان ان الشيخ غيّة «قضى عمره مدافعاً عن كلمة الحق ومنافحاً عن خيار المقاومة، وداعياً الى وحدة المسلمين ومنبهاً من مخاطر التشرذم والتطرف، وهذا الفعل الشنيع نتيجة طبيعية لخطاب التعبئة التحريضية الذي تمارسه بعض الجهات في طرابلس وغيرها من المناطق، ما يدفع البلاد نحو أجواء محمومة». ودعا الحزب القضاء «إلى الكشف السريع عن مرتكبي الجريمة، وسوقهم أمام القضاء ومعاقبتهم لقطع دابر الفتن التي تذر بقرنها بين اللبنانيين وتدفع بهم نحو أوضاع لا تُحمد عقباها». ودان الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان، الجريمة، معتبراً انها «نتاج لحملات التحريض التي يقوم بها الذين يعملون على زرع الفتنة والعبث بالسلم الأهلي وبالوحدة الوطنية تنفيذاً لأجندات خارجية لا تريد للبنان ولسورية ولكل المنطقة أن تكون منيعة قوية في مواجهة المؤامرات ومشاريع الاستعمار». ووصف الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي فايز شكر الاغتيال بأنه «رسالة موجهة الى جميع اللبنانيين، تقول ان كل من ليس معنا هو هدف للتصفية والقتل». وطالب بملاحقة «المجرمين وتقديمهم للعدالة».