أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيعمل على إنشاء علاقات طيبة مع وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد – القديم أفيغدور ليبرمان، الذي باشر أول من أمس مهماته بعد أن أقسم اليمين الدستورية في الكنيست، وذلك خشية أن يقوم (الأخير) بعرقلة المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية خصوصاً على خلفية مواقفه اليمينية المتشددة وعدم إيمانه بإمكان التوصل إلى حل في المدى المنظور. واستذكرت الصحيفة الفتور الذي خيّم على علاقات ليبرمان مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون والمواجهة العلنية التي حصلت بينهما قبل أكثر من أربع سنوات لرفضه البحث معها في وقف النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأشارت إلى حقيقة أن ليبرمان لم يزر واشنطن خلال الفترة السابقة من توليه حقيبة الخارجية، التي امتدت على ثلاث سنوات ونصف السنة سوى مرتين. ونوهت الصحيفة إلى أن كلينتون ليس فقط لم تتفق مع مواقف ليبرمان المتشددة، إنما أيضاً تحفظت منه «بشكل شخصي» ورفضت محاولة فتح قناة اتصال معه، «حتى أن ليبرمان بات منبوذاً في وزارة الخارجية والبيت الأبيض في واشنطن». وطبقاً للصحيفة، فإن كيري عاقد العزم على إقامة علاقة شخصية طيبة مع ليبرمان و «قد يحظى الأخير قريباً بعناق كيري الذي يؤمن بالديبلوماسية الشخصية والحوار المباشر». وأردفت أن كيري أثبت انه يعرف كيف يجد السبيل لإقناع جهات بعيدة عنه سياسياً في أن تثق به وتتجند إلى جانبه، مثلما نجح في إقناع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. لكن المراسل السياسي للصحيفة شكك في إمكان نجاح كيري في إقناع ليبرمان بأهمية المفاوضات مع الفلسطينيين، «إذ إن ليبرمان لا يؤمن بإمكان التوصل إلى تسوية دائمة مع الفلسطينيين ليس خلال تسعة شهور إنما ليس خلال تسع سنوات». وأضاف أن خطة ليبرمان الحالية تقضي بالتوصل إلى حل مرحلي طويل الأمد ومنح الفلسطينيين السيطرة على 50-55 في المئة من أراضي الضفة الغربية». إلى ذلك، اتهمت اتهمت جهات إسرائيلية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بأنه «ما زال منشغلاً في نزع الشرعية الدولية عن إسرائيل»، وأن الوفد الفلسطيني المفاوض ليس جدياً في مفاوضاته وذلك بتعليمات من عباس شخصياً «الذي يصر على عدم إبداء أي مرونة في أي من ملفات المسائل الجوهرية في الصراع». وترى هذه الجهات أن الرئيس عباس هو الذي يمسك بمفتاح اندلاع انتفاضة ثالثة من عدمه.