علمت «الحياة» أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته عمان أول من أمس، استياء بلاده من التصعيد الإسرائيلي المستمر في القدسالمحتلة والمسجد الأقصى «في الوقت الذي تلقي فيه عمان بكل ثقلها في الحرب على الإرهاب» (ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، محذراً من أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية من شأنه أن يربك الحرب الدولية التي تقودها واشنطن على الإرهاب. وفي حين تكتم المسؤولون الأردنيون عن تفاصيل القمة التي جمعت أول من أمس العاهل الأردني وكيري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قالت مصادر أردنية رفيعة ل «الحياة» إن «عمان اعتبرت أن ما تقوم به إسرائيل يربك الحرب على الإرهاب، ويدفع عمان الى اتخاذ خطوات جادة تجاه العلاقات مع إسرائيل». وربطت عودة السفير الأردني إلى إسرائيل بإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والمقدسات. وكانت عمان استدعت سفيرها من تل أبيب للتشاور احتجاجاً على الاعتداءات الأخيرة. وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن عام 1994، بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس. في السياق ذاته، قالت المصادر إن «كيري مارس ضغوطاً على الرئيس محمود عباس (الذي زار عمان أول من أمس)، ودعاه الى تخفيف حدة التوتر في الشارع الفلسطيني، في الوقت الذي حذر فيه عباس من أن ما تقوم به إسرائيل يهدد باندلاع انتفاضة فلسطينية تهدد مستقبل عملية السلام». وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) أمس إن «اتصالات ولقاءات وجهود الملك عبدالله طوال الفترة الماضية، وآخرها غداة اللقاء الذي جمع الملك ونتانياهو وكيري، إضافة إلى لقاء الأخير برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية في عمان، أدت إلى إعلان الشرطة الإسرائيلية السماح للمسلمين من كل الأعمار دخول باحات المسجد الأقصى اليوم (أمس) لأداء صلاة الجمعة، وذلك للمرة الأولى منذ زمن طويل». وأضافت أن «الجهود الأردنية ساهمت بالتوصل إلى اتفاق بالتزامات مؤكدة لتخفيف التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل، والحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي في القدسالشرقيةالمحتلة». وكان نتانياهو تعهد خلال لقائه الملك وكيري بالحفاظ على الدور الأردني في رعاية المقدسات الإسلامية بالقدسالمحتلة، وعدم المس بالوضع القائم فيها، على ما أفاد بيان أصدره الديوان الملكي ليل الخميس - الجمعة. وأضاف البيان أن «اللقاء الثلاثي الذي استمر أكثر من ساعتين بحث في سبل إعادة الهدوء وإزالة أجواء التوتر في القدس، إضافة إلى تهيئة الظروف الملائمة لإحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». وفي مؤتمر صحافي عقده ليل الخميس - الجمعة وزيرا الخارجية الأردني ناصر جودة ونظيره الأميركي، أكد كيري أن عباس لم يحضر اللقاء الثلاثي الأردني - الإسرائيلي - الأميركي، مبرراً ذلك بأن الطرفين ليسا مهيئين للقاء الثنائي نظراً الى حالة التوتر في القدسالمحتلة. وأعلن أن عباس تعهد له خلال لقائه به صباح الخميس بأن تعمل السلطة بكل ما تستطيع لتهدئة التوتر في القدسالمحتلة، وأن تعمل على منع العنف بكل ما تستطيع من إجراءات. وبينما أعلن كيري الاتفاق على «خطوات» بين الأردن وإسرائيل لوقف الاحتقان والتوتر في القدسالمحتلة، من دون أن يكشف عنها، اعتبر أن نتائج هذه الخطوات لن تظهر فوراً، وأنها تحتاج الى وقت حتى ينتهي التوتر، مؤكداً تعهدات نتانياهو بالحفاظ على الدور الأردني في رعاية المقدسات في القدس. وتابع ان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي انضم الى الاجتماع عبر الهاتف، وعد بتشجيع استئناف المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية المنهارة. بدوره، أكد جودة أن الأردن استدعى سفيره من إسرائيل قبل أكثر من أسبوع لإيصال رسالة لإسرائيل عنوانها «كفى» لما تقوم به في القدس والمسجد الأقصى. وأكد أن استدعاء السفير جاء لتحقيق عودة الوضع القائم في القدس، إلا أنه لم يحدد تاريخاً لعودة السفير إلى تل أبيب. وقال انه تم خلال الاجتماع الاتصال بالرئيس المصري «بما ان مصر دولة اساسية ومحورية بما يتعلق بملفات المنطقة وعملية السلام».