أدى حوالي 40 ألف فلسطيني صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة بعد رفع القيود الإسرائيلية على أعمار المصلين، في خطوة تمخضت عن الاجتماعات التي عُقدت في عمان بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس أول من أمس، ثم القمة الثلاثية بين العاهل الأردني ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وكيري الذي أعلن الاتفاق على «خطوات» لنزع فتيل التوتر في القدس والأقصى. (للمزيد) وعلى رغم أن كيري لم يُحدد طبيعة «الخطوات» التي تم الاتفاق عليها، وأعتبر أن نتائجها لن تظهر فوراً، بل تحتاج إلى وقت حتى ينتهي التوتر، إلا أنه أكد أن الجميع أعلن التزامه «إجراءات بناءة وفعلية وليس وعوداً فقط» من أجل الحيلولة دون أن «يتحول التوتر إلى حريق يخرج عن السيطرة». وأوضح أن نتانياهو التزم الحفاظ على الدور الأردني في رعاية المقدسات الإسلامية في القدس، و»أعاد التأكيد رسمياً على التزامه عدم المس بالوضع القائم» في الحرم القدسي الذي يسمح لليهود بزيارته في أوقات محددة وتحت رقابة صارمة من دون أن تحق لهم الصلاة فيه. وقال إنه حض الرئيس عباس على اتخاذ إجراءات ملموسة «لخفض توتر الوضع»، وأن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي انضم إلى اللقاء الثلاثي عبر الهاتف، وأنه وعد بتشجيع استئناف المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية المتعثرة. وعلمت «الحياة» أن العاهل الأردني حذر، خلال اللقاء الثلاثي، الولاياتالمتحدة من أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والأقصى من شأنه أن يربك الحرب الدولية التي تقودها واشنطن على الإرهاب، في إشارة إلى الحرب على «الدولة الإسلامية» (داعش). وكان بيان أصدره الديوان الملكي ليل الخميس - الجمعة أفاد أن اللقاء الثلاثي «بحث في سبل إعادة الهدوء وإزالة أجواء التوتر في القدس، إضافة إلى تهيئة الظروف الملائمة لإحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». وعلى الأرض، وقعت أمس مواجهات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين حاولوا الدخول إلى القدس عبر مسيرات انطلقت من ثلاث جهات في الضفة الغربية، هي معابر قلنديا وحزما وبيت لحم، وذلك لمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس ياسر عرفات، وتطبيقاً لشعار كان يردده باستمرار وهو «عالقدس رايحين، شهداء بالملايين». وحاول مئات الناشطين في ساعات الصباح الأولى اختراق الجدران التي تحيط بهذه المناطق، والمعابر الإلكترونية المحصّنة المقامة على مداخلها. ونجح العشرات منهم في اختراق الجدار المحيط بمطار قلنديا، وقطع الأسلاك الشائكة التي تليه، والوصول الى مدرجات المطار، ورفع العلم الفلسطيني فوقها، قبل وصول قوات الاحتلال التي هاجمتهم بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط. وما لبثت المواجهات أن امتدت الى المناطق المجاورة في بيت لحم وقلنديا والرام، ووقع عدد من الإصابات في صفوف المتظاهرين.