خفضت السعودية إنتاجها من النفط بنسبة كبيرة بعد أن ظل عند مستويات قياسية بلغت حوالى عشرة ملايين برميل يومياً على مدى ثلاثة أشهر، تعويضاً عن انخفاض إنتاج ليبيا. وأكد مصدر مطلع في قطاع النفط أن المملكة خفضت إنتاجها إلى 9.75 مليون برميل يومياً في تشرين الأول (أكتوبر) من 10.1 مليون برميل يومياً في الشهر السابق. وكانت السعودية عززت الإنتاج في آب (أغسطس) إلى 10.19 مليون برميل يومياً. إلى ذلك، استقرت أسعار العقود الآجلة لخام «برنت» عند حوالى 104 دولارات للبرميل قريبة من أدنى مستوياتها منذ أوائل تموز (يوليو)، بالتزامن مع جهود حثيثة للقوى الغربية للتوصل إلى اتفاق مع إيران في شأن برنامجها النووي قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات المفروضة عليها. كما تأثرت أسعار النفط ببيانات أظهرت أن نمو الصادرات الصينية جاء أقوى من المتوقع معززاً مؤشرات إلى تحسن الاقتصاد، ما أبطل تأثير انخفاض واردات الخام إلى أدنى مستوياتها في 13 شهراً. وسجلت الصادرات الصينية نمواً بخطى أسرع من المتوقع في تشرين الأول، متعافية من هبوط مفاجئ في الشهر السابق في إشارة إلى تحسن الطلب العالمي. وأعلنت إدارة الجمارك أن الصادرات زادت 5.6 في المئة على أساس سنوي في تشرين الأول في حين ارتفعت الواردات 7.6 في المئة، ما جعل ثاني أكبر اقتصاد في العالم يسجل فائضاً تجارياً بلغ 31.1 بليون دولار. وسجلت الصين فائضاً تجارياً بلغ 15.2 بليون دولار في أيلول (سبتمبر) بفعل هبوط مفاجئ في الصادرات. وهبطت واردات الصين من النفط الخام في تشرين الأول إلى أدنى مستوياتها في 13 شهراً بعد أن سجلت مستوى قياسياً مرتفعاً في أيلول مع إغلاق مصفاتي تكرير رئيستين للصيانة. وأعلنت الإدارة العامة للجمارك أن الصين استوردت 20.4 مليون طن من النفط أو 4.81 مليون برميل يومياً في تشرين الأول بانخفاض مقداره 13.8 في المئة عن المستوى المسجل قبل سنة. ويذكر أن الواردات في تشرين الأول جاءت منخفضة 1.44 مليون برميل يومياً عن مستوى قياسي بلغ 6.25 مليون برميل يومياً في أيلول. وجاء تباطؤ المشتريات بعد زيادة في مخزون النفط الخام التجاري في الصين الذي ارتفع أكثر من 10 في المئة في من نهاية تموز حتى نهاية أيلول. وقال محللون لدى شركة «فيليب فيوتشرز» في مذكرة: «يبدو أن محادثات إيران والقوى العالمية لإنهاء الأزمة النووية تسير في شكل جيد وهذا يضغط على برنت»، الذي صعد 30 سنتاً إلى 103.76 دولار للبرميل بعد هبوطه 1.78 دولار في الجلسة السابقة. واستقر الخام الأميركي من دون تغير عند 94.20 دولار بعد هبوطه 60 سنتاً في الجلسة السابقة. إلى ذلك، أعلنت مصادر في قطاع النفط أن «هيئة النفط والغاز والمعادن» اليابانية اشترت 1.26 مليون برميل من خام الشرق الأوسط الخفيف للتخزين ضمن الاحتياط الاستراتيجي. وكانت الهيئة طرحت مناقصة لشراء «الخام العربي» السعودي الخفيف الفائق الجودة إضافة إلى خام «مربان» وخام «زاكوم» السفلي اللذين تنتجهما أبو ظبي، لكن لم يتضح ما هي الخامات التي بيعت للهيئة في إطار جهود حكومية لاستبدال الخام الثقيل بخامات خفيفة. وأشار مصدر إلى أن شركة «ميتسوبيشي كورب» التجارية اليابانية فازت بالمناقصة لكن ناطقاً باسم الشركة لم يستطع تأكيد ذلك على الفور. وتُعد المناقصة التي أنجزت أمس، الأولى للهيئة منذ أن اشترت 1.89 مليون برميل من خام «زاكوم العلوي» الذي تنتجه أبو ظبي في تموز لتخزينها في الاحتياط الوطني.