تراجع خام «برنت» إلى ما دون 107 دولارات للبرميل أمس بفعل مخاوف من ارتفاع المعروض وانخفاض الطلب، على رغم بوادر تسارع لنمو الاقتصادي في الصين. ورفعت مخاوف من أن تؤثر الحرب السورية في إمدادات النفط من الشرق الأوسط، خام «برنت» إلى أعلى مستوياته في ستة أشهر فوق 117 دولاراً في آب (أغسطس). غير أن الأسعار هبطت أكثر من عشرة دولارات بعد ذلك ويتوقع بعض المحللين مزيداً من التراجع. ونزل الخام الأميركي الخفيف بسبب انخفاض موسمي في الطلب وزيادة إنتاج النفط المحلي التي عززت المخزون خصوصاً على الساحل الأميركي المطل على خليج المكسيك. وانخفضت أسعار العقود الآجلة لخام «برنت» تسليم كانون الأول (ديسمبر) تسعة سنتات إلى 106.90 دولار للبرميل أو نحو ثلاثة في المئة على مدار الأسبوع، متراجعة لليوم الثالث على التوالي. وارتفع سعر الخام الأميركي 40 سنتاً إلى 97.51 دولار للبرميل. إلى ذلك، توقعت مصادر مطلعة انخفاض مبيعات النفط الإيراني في تشرين الأول (أكتوبر) إلى أدنى مستوياتها خلال أشهر ما يشير إلى أن طهران لن تجني أرباحاً نفطية سريعة. وتتواصل إيران مع المشترين ومعظمهم آسيويون للبدء في استعادة ملايين البراميل التي خسرتها من حصتها السوقية لصالح منافسين مثل العراق والسعودية منذ أن فرضت عليها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي العام الماضي أشد عقوبات منذ عقود. غير أن المشترين أبدوا فتوراً تجاه العروض الإيرانية لبيع النفط بأسعار مخفضة. وتحظى السوق الآسيوية بوفرة في المعروض مع تزايد الشحنات من روسيا وغرب أفريقيا وأميركا اللاتينية، في ظل تباطؤ الطلب على الواردات في الغرب وخفض منتجين آخرين في الشرق الأوسط الأسعار من أجل الاحتفاظ بزبائنهم. وتوقعت مصادر انخفاض صادراته، باستبعاد المكثفات، نحو 30 في المئة في تشرين الأول على أساس سنوي إلى 719 ألف برميل يومياً. ويعني ذلك هبوط الصادرات صوب مستوى 636 ألف برميل يومياً الذي لامسته في نيسان (أبريل) وهو أدنى متوسط يومي لها في عقود. وأشارت المصادر إلى أن حجم حمولات أيلول يقدّر بنحو 966.8 ألف برميل يومياً. وستقود الصين الخفض الكبير لواردات الخام الإيراني في تشرين الأول حيث يُتوقع أن تستورد 188.4 ألف برميل يومياً فقط أي أقل من نصف متوسط الواردات في الفترة بين كانون الثاني (يناير) وأيلول. إلى ذلك، أظهر برنامج تحميل أولي، احتمال ارتفاع صادرات خام كركوك العراقي في تشرين الثاني بعد حل مشكلة الشحنات المتأخرة في فترة الصيف. ويُتوقع أن تبلغ الصادرات 330 ألف برميل يومياً في تشرين الثاني ارتفاعاً من نحو 245 ألف برميل يومياً في تشرين الأول. وأشار تجار إلى أن «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) خصصت شحنات أقل في أيلول وتشرين الأول حتى لا يتراكم مزيد من الشحنات. في سياق آخر، أعلن مسؤول تنفيذي أن مجموعة «سينوبك» الصينية تريد بيع 50 في المئة من أكبر امتيازين تملكهما للغاز الصخري في كندا لتوزيع التكاليف والتعجيل في تطويرهما مع تزايد اهتمام المجموعة بعائد الاستثمار. ويندر أن تبيع شركات الطاقة الصينية المملوكة للدولة أصولاً خارجية. وتستثمر تلك الشركات مئات بلايين الدولارات في موارد النفط والغاز في مناطق أميركية مختلفة وفي أستراليا لتلبية حاجات الصين من الطاقة.